أصدرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جنوب السودان، بيانًا رسميًا هو الأول من نوعه، أوضحت فيه ملابسات استقبال ثمانية مُرحّلين من الولايات المتحدة الأمريكية، من بينهم مواطن جنوب سوداني واحد، وصلوا إلى مطار جوبا الدولي في 5 يوليو 2025، ضمن إجراءات ترحيل قانونية اعتمدتها السلطات الأمريكية.
وأكدت الوزارة أن حكومة جنوب السودان تعاملت مع المسألة في إطار مسؤولياتها السيادية والإنسانية، واستقبلت المرحّلين عبر الجهات المختصة التي تتولى حاليًا إجراءات الفحص والتقييم وتقديم الرعاية اللازمة، وذلك وفقًا للقوانين المحلية والمعايير الدولية ذات الصلة.
تعاون ثنائي قائم على الاحترام المتبادل
وأوضح البيان أن هذه الخطوة جاءت استجابة مدروسة لطلب رسمي من الحكومة الأمريكية، في سياق العلاقات الثنائية المتواصلة بين جوبا وواشنطن، والتي تشمل ملفات متعددة من بينها القضايا القنصلية، والهجرة، والتعاون الأمني والإنساني. وأكدت الخارجية أن قرار الاستقبال يُجسد التزام جنوب السودان بـمبادئ التعاون الدولي، والواجبات الإنسانية، والمصالح المشتركة بين البلدين.
تقدير للدعم الأمريكي التاريخي
وأعربت حكومة جنوب السودان عن تقديرها العميق للدعم الأمريكي الذي امتد منذ فترة النضال من أجل تقرير المصير، ومرورًا باستفتاء 2011، وحتى مرحلة ما بعد الاستقلال. وأكدت أن هذا التعاون يُبنى على أساس الاحترام المتبادل والتضامن التاريخي، وليس خضوعًا لأي ضغوط خارجية.
التزام بحماية المواطنين والسيادة
وشدد البيان على أن الدولة متمسكة بـحماية كرامة مواطنيها، سواء كانوا عائدين طوعًا أو ضمن إجراءات قانونية دولية، كما أنها تحتفظ بحقها السيادي في إدارة شؤونها الداخلية بما يخدم المصلحة الوطنية ويحترم القوانين والمعايير الإنسانية.
موقف مسؤول ورسالة واضحة
وختمت وزارة الخارجية بيانها بالتأكيد على أن حكومة جنوب السودان ستواصل السعي إلى شراكات بناءة قائمة على السلام، والاستقرار، والتعاون الدولي المسؤول، وأنها لن تتردد في اتخاذ قرارات صعبة إذا اقتضت المصلحة الوطنية ذلك، شريطة أن تتم وفق مبادئ العدالة، وسيادة القانون، واحترام الكرامة الإنسانية.
