العفيف .. انطفاء شعلة التنوير

صلاح شعيب

البركة فيكم وفينا جميعاً، ورحم الله الدكتور الباقر العفيف فقد كان شعلة من النشاط، ورمزاً من رموز التنوير الثقافي الذين امتلكوا الشجاعة للخروج عن الصناديق الفكرية، والاجتماعية، والسياسية، والأكاديمية، والمذهبية، ليضيف لأمّته قبسات من المعرفة والوعي في كل المجالات التي كان فيها فارساً من فرسان السودان.

سيظل اسم الباقر ذكرى دائمة لاستعادة مسيرة مثقف عضوي أحب بلاده، وكان وفيا لشعبها، ومؤمناً بتوطين الوعي السودانوي لتأسيس دولة المواطنة التي ناضل من أجلها.

نافح ببصارة عقله لتحقيقها. بل سيظل الباقر واحداً من المثقفين السودانيين النادرين الذين آمنوا بدور العقل لا الخرافات المعرفية في إصلاح مسار البشرية عموما.

وكان السودانيون في عمق اهتمامه، إذ نشد لهم وطناً للديمقراطية، والكرامة، والحرية، والسلام.

ولترقد روحه في أمان الله، ومحبته، وليستريح جسده من وعثاء المرض الذي واجهه بصبر لا يلين، وشجاعة لم تفتر. والعزاء لزوجته، وأبنائه، وزملائه، وأصدقائه، وتلاميذه. وفوق كل هؤلاء أهله الذين شرف سيرتهم، وظللها بالإباء، والشمم.

ولتكن جنة الفردوس مثواه، والعزاء لشعبنا المكلوم، والأمل بأن نسير في دروب تمديد الوعي لنحقق حلم الدولة الوطنية الذي شغل الباقر حتى آخر لحظة من حياته المورفة، والمزدانة بالعطاء، والصدق، والعرفان.

Exit mobile version