في ظل تصاعد التوتر بين الصومال وإثيوبيا، استضاف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الصومالي حسن شيخ محمود في أنقرة، الجمعة، في اجتماع رفيع المستوى ركّز على تعزيز العلاقات الثنائية، لا سيما في مجالي مكافحة الإرهاب والتعاون الإقليمي.
وبحسب بيان صادر عن مديرية الاتصالات في تركيا، فقد جرت المحادثات في أجواء مغلقة داخل المجمع الرئاسي التركي.
ويأتي هذا اللقاء بينما تتزايد حدة الخلاف بين مقديشو وأديس أبابا، في ظل تعثر جهود الوساطة التي تقودها تركيا منذ فبراير 2024، بهدف حل الأزمة التي فجّرها اتفاق مثير للجدل وُقّع في يناير الماضي بين إثيوبيا وجمهورية أرض الصومال المعلنة من جانب واحد.
وبموجب الاتفاق، تحصل إثيوبيا على حق الوصول إلى شريط ساحلي بطول 20 كيلومترًا من سواحل أرض الصومال، مقابل دعم أديس أبابا لمساعي الإقليم لنيل اعتراف دولي باستقلاله. إلا أن الصومال، التي تعتبر أرض الصومال جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، رفضت الصفقة بشدة ووصفتها بأنها “انتهاك لسيادة الدولة”.
وردًا على ذلك، أطلقت الحكومة الصومالية حملة دبلوماسية مكثفة لعرقلة الاتفاق، شملت مناشدة الأمم المتحدة للتدخل.
وفي 3 يوليو الجاري، جدّد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد موقف حكومته، مشددًا على أن الوصول إلى البحر يُعد أمرًا حيويًا للتنمية الاقتصادية في بلاده. وجاءت تصريحاته لتكرّر مواقف سابقة له في يناير، والتي قوبلت آنذاك بإدانات شديدة من المسؤولين الصوماليين.
وبينما وصفت مقديشو الاتفاق مجددًا بأنه “استيلاء غير مشروع على الأراضي”، طالبت المجتمع الدولي باتخاذ خطوات ملموسة لوقف ما اعتبرته انتهاكًا للقانون الدولي.
التوتر القائم جذب انتباه قوى إقليمية، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الصومالي حسن شيخ محمود في وقت سابق من هذا الأسبوع. وخلال اللقاء، تعهدت القاهرة بتعزيز التعاون العسكري مع الصومال، ودعم أمن الملاحة في البحر الأحمر.
في المقابل، لم تسفر مفاوضات الوساطة التي ترعاها تركيا عن أي اختراق ملموس، ولم يُعلن حتى الآن عن جولة جديدة من المحادثات.