تصاعد القلق من اضطهاد المسيحيين في السودان بعد إزالة كنيسة الخمسينية دون إخطار

مشاوير - نياكامانيوز

في تطور مقلق يعكس هشاشة واقع الحريات الدينية في السودان، أقدمت جهات مجهولة، مساء الثلاثاء 10 يوليو 2025، على إزالة كنيسة الخمسينية الواقعة في حي الحاج يوسف – شارع واحد، بالعاصمة الخرطوم، دون إخطار رسمي أو إشعار قانوني، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا واستنكارًا محليًا ودوليًا.

وبحسب إفادات شهود ومصلين، فوجئ رواد الكنيسة بجرافات تقوم بهدم المبنى ليلاً أثناء استعدادهم للبرنامج الأسبوعي، دون سابق إنذار أو وجود أي مستند قضائي يبرر الإجراء.

وقال أحد أعضاء الكنيسة، في تصريح خاص لـ “نياكامانيوز”، مفضلاً عدم الكشف عن هويته: “تفاجأنا بهدم الكنيسة بالكامل، دون علم مسبق، ولا نملك أي مستند قانوني يفيد بسبب الإزالة. كانت لحظة صدمة للجميع.”

 

اتهامات لمسؤولين محليين

تشير أصابع الاتهام إلى تورط جهات حكومية محلية، وسط صمت رسمي من السلطات، وعدم توضيح أي جهة لمسؤوليتها عن القرار. وقد باشرت إدارة الكنيسة مراسلة الجهات الحكومية، والتي بدورها نفت أي علاقة لها بعملية الهدم.

 

استنكار ديني وحقوقي واسع

أدان عدد من رجال الدين والمنظمات الحقوقية الحادثة، واعتبروها انتهاكًا صارخًا لحرية العبادة وخرقًا للمواثيق الدولية. وقال أحد القساوسة البارزين: “نرفض تمامًا إزالة أي دار عبادة دون سند قانوني. هذا التصرف يُهدد النسيج الديني في البلاد، ويمس جوهر التعايش السلمي.”

 

بيان الاتحاد العام للشباب المسيحي السوداني

وفي بيان رسمي صادر بتاريخ 11 يوليو، أدان الاتحاد العام للشباب المسيحي السوداني عملية الإزالة، مؤكدًا أن ما جرى لا يمثل فقط تعديًا على مبنى ديني، بل هو استهداف مباشر لممارسة الشعائر الدينية المسيحية في السودان.

وأوضح الاتحاد أن العملية شملت أيضًا مصادرة ممتلكات الكنيسة بالكامل، مطالبًا السلطات المختصة بإعادتها فورًا، ومحاسبة المسؤولين عن هذا الانتهاك.

كما دعا البيان المنظمات الدولية إلى توثيق الانتهاكات المتكررة بحق المسيحيين في السودان والعمل على ضمان حماية حقوقهم الدستورية والدينية.

 

قلق متزايد على الحريات الدينية

يأتي هذا الحادث في سياق سلسلة من الانتهاكات التي طالت دور عبادة مسيحية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، وسط غياب الضمانات الفعلية لحماية الحريات الدينية، ما يُهدد مستقبل التعددية الدينية في البلاد.

ويُحمّل الاتحاد سلطات ولاية الخرطوم المسؤولية الكاملة عن سلامة أعضاء الكنيسة، محذرًا من أي تهديدات قد تطالهم في المستقبل، سواء مادية أو شخصية.

ختامًا، يُسلّط هدم كنيسة الخمسينية الضوء مجددًا على واقع مقلق يعيشه المسيحيون في السودان، ويطرح تساؤلات جادة حول الالتزام بمبادئ المواطنة المتساوية وحرية المعتقد في ظل تصاعد التوترات والانقسامات السياسية والدينية في البلاد.

Exit mobile version