من أدبنا الشعبي السوداني.. “البطيخ”

مشاوير - د. سلوى المشلي (*)

سمي السودان سلة غذاء العالم، ينتج السودان الكثير من الفواكة و خاصة في الموسم الصيفي يظهر البطيخ لونه احمر و حلو المذاق و الذي ( يقطع العطشة) ذي ما بقولوا اهلنا كما له فوائد كثيرة و لكن في بعض الأحيان يسبب:

مرض الجولاب:

البعض يصاب بالتسمم من اكل البطيخ مما يسبب له اسهال شديد و مغص يسمى بمرض (الجولاب)، و ربما لكثرة الذباب الذي ( يرِك) اي يقف عليه و يلقى عليه بالفضلات، والذباب يحب السكر و يبحث عن المناطق التي بها ماء كما في البطيخ

 و قد قيل فيه:” الضبان تبع الليان”.

مسميات البطيخ: 

تسمى البطيخة في بعض مناطق الجزيرة ب(التمكة) و جمعها (التمك) وقد أوردتها في اسطورة الطير الخُداري.

اما البطيخ الصغير الحجم يسمى (العلجة) و جمعه (العلج) وهو لا يصلح إلا لاكل الجمال عند البدو ، و عن صناعة القطران كتبت في كتابي:” الدلالات الثقافية للمصنوعات الجلدية التقليدية السودانية”، عن استخدام العلج في صناعته :”يصنع من من بذور ثمرة البطيخ (علجة) بالتقطير وهي لها طعم مر لا تؤكل و لكن يأكله الابل في كردفان ، ومن ثمرة الحنضل ايضا من اكثر ما يوجد هذان النوعان من البذور في مناطق النيل الأبيض و غرب السودان”.( المشلي، (كتاب غير منشور)، ٢٠١٧م.

و اسم العلجة أيضا اسم نوع من الحرير عرف قديما ذكر في كتاب طبقات ود ضيف الله، وورد في اغنية:” علي”، من اغاني التراث تغنى بها الفنان عبد الكريم الكابلي، منها:

          متين ياعلي تكبر تشيل حملي  

         إياك ياعلي الخلاك أبوي دخري

         للجار والعشير الكان أبوك بدي

         للغني والفقير الكان أبوك حامي

          يسولِب من العلج الحرير و إكسي

يشتهر غرب السودان خاصة ولايتي شمال وغرب كردفان- بإنتاج البطيخ بكميات كبيرة و تقدر بحوالي 81% من حجم الإنتاج الكلي في السودان، يباع لب البطيخ في عدة أسواق بمدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان، ولكن سوق

 أبو جهل هو إحدى أهم هذه الوجهات لهذا المحصول المهم،

 و بلغت صادرات السودان من لب البطيخ بحسب تقارير البنك المركزي 35 مليون دولار خلال النصف الأول من العام 2021.(الجزيرة نت)

لب البطيخ ما نسميه (التسالي) ، و ينتج في شمال السودان باسم (الجُرم ) و هو صغير الحجم و اسود و في الغالب (تقرقشه) لانه صغير و لا تستطيع أن تقزقِز فيه اي تتسلى بإخراج القشرة و اكل اللب.

انواع البطيخ:

ـ ود ام دقل: بطيخ ابيض من جوا و برا، يمكن تخزينه لفترة تصل لخمسة سنوات، يصنع منه ملاح ( ام ظماتة) أو

(ام جربة) يصنع من تخمير موية البطيخ.

ـ الروثمن: الروثمن اسم أهل الوسط و يسمى في النيل الابيض( الروسمي)، و في كردفان (بطيخ روسما) و هو مسطر أو مشخط اي له خطوط عرضية.

ـ السفنجة: بطيخة حمراء شديد طعمها عسلي و مويتها غزيرة.

ـ ود ام جلابة: البطيخة شكلها طويل.

كل هذه الأنواع تنتج في كردفان و من (ام دقل و السفنجة) يصنع (عسل البطيخ).

اختبار البطيخ السمحة من القرعة:

الاختبار التقليدي للبطيخة و أنت (تعزِل أو تنقي) عند الشراء من بائع البطيخ الذي يقف غالبا على ناصية الشارع و في الغالب مكانه معلم توصف به المنطقة، و هو ان تقرع البطيخة بكفة يدك أو تخبط باليد و تدقها كذا مرة و تسمع صوتها تخبرك ما بداخلها فاذا كانت ثقيلة الوزن في اليد فهذا يعني أن بها كمية كبيرة من الماء و نجيضة و سوف تكون حمراء أما إذا كان صوت (قرعتك) عليها خفيف، فقد يشير ذلك إلى أن قشرتها سميكة جدًا وأن الفاكهة لم تنضج تمام، ومن هنا جاء اسم (بطيخة لاقة) اي خفيفة الوزن و منها بضرب المثل للمرأة الخفيفة الخفيفة ب(المرأة المقلقة) من لاقة، أو (بطيخة قرعة) للبطيخة الغير ناضجة و مسيخة، و الزول (الاقرع) ليس له شعر رأسه أملس مثل البطيخة.

البطيخ في أدبنا الشعبي:

ـ في الأمثال الشعبية:

ـ ” العرس بطيخة مقفولة”.

ـ ” العرس انت و حظك يا بطيخة نجيضة ولا لاقة”.

ـ ” خُت في بطنك بطيخة صيفي”.

ـ ” فقشو فقشت البطيخة”،. و فقش البطيخة أن تضربها بقوة باليد و تفتحها بكسرها من غير سكين.

ـ ” راسو مفتوح ذي البطيخة”.

ـ ” عاملة ذي البطيخة اللاقة”، البطيخة اللاقة الغير ناضجة

 و هي الخفيفة الوزن و مسيخة في الطعم.

ـ في الغلوتيات:

ـ اخدر خُدير مربط بالجنازير في بطنه حرير (البطيخ).

ـ فتحوها فتحة كتاب فيها الاكل و الشراب (البطيخة).

ـ شي سارح و شي مارح و شي ولدو الليلة و شي ولدو امبارح ( المقال أو مزرعة البطيخ).

 

* “من موروثنا الشعبي السوداني”، (كتاب غير منشور)، لسلوى عبد المجيد أحمد المشلي 2024.

Exit mobile version