أي مخرج لي صورة مرئية محترفة يحتاج لمنهج دلالات التفاصيل ، دلالة النص ودلالة الصورة ودلالة الحركة ودلالة الصوت ودلالة الديكور ودلالة الملابس والاكسسوارات ودلالة المكان والزمان كل ده مع بعض تضعه في حزمة وتشتغل بفهمك الخاص كمخرج وطبعا أي دلالة تحكمها أشياء محددة بالضرورة تكون على معرفة وتجربة معها، دلالة الصوت مثلا (صوت الفنان /ة مع الموسيقى مع خلفياتها مع الحركة)، كيف تظبط التفاصيل دي مع بعض تظبيطة ناجحة وهكذا.
لما أكون عايز أعمل حاجة جديدة مختلفة، فكرة صحيحة تحريك الابداع لي كدة، لكن كمان دراسة الحالة نفسها جزء أساسي من النجاح.
مثلاً دلالة الأزياء وما يرتبط بها، عايزين نقول بيها شنو وهل ده له علاقة بالنص والموسيقى ، بالمناسبة الموسيقى لها علاقة بذلك، أي أغنية مرئية محترفة بكون متخصص الأزياء والاكسسوارات داخل في ورشة صغيرة عشان يضعوا له منهج الفكرة والأغنية ودلالاتها المختلفة وعلى كدة يضع فكرة تفاصيله الخاصة تكون كيف.
أي تفصيلة في الأزياء والاكسسوارات لها لمحة وكمان إشارة مرتبطة بالموسيقى واللحن والنص مع زمان ومكان وبقية مكونات العملية الاخراجية.
لو طبقنا المنهج ده كلو مع بعض ، هل نجح هذا العمل في صياغة فكرة جديدة ومختلفة، هل قام بصياغة رؤية اخراجية ممكن مستقلا تشكل مدرسة للنقاش والاستفادة منها ، هل تم هذا العمل بالشكل المنهجي المهني العلمي لكل جزء من أجزاءه ليكون بالشكل الصحيح والناجح والإبداعي.
التجربة الجديدة عايزة عقول كتيرة تشتغل عليها، يعني كمية من الناس تسمع من صاحبها وتناقش وتقول رأيها المهني وكل شيء فيها وأي رأي مختلف مؤكد يضيف نجاح لها، دي مشكلة كل مبدعينا السودانيين ما قاعدين يقتربوا من بعض عشان نقاش تجارب جديدة وعشان الاستماع للآراء المحفزة للابداع وده خطأ استراتيجي في مسيرتنا كلها.
صناعة الإبهار جزء من العملية الاخراجية كمنهج ولكن مرتبطة بالأسئلة (كيف ولماذا وبأي طريقة وعلى أساس ماذا نصنع الإبهار نفسه)، أحيانا يكون النص مع اللحن والموسيقى كاتجاهات عمل مليانة بذلك ولكن كيف نصيغ ذلك مع بعضها كيف كمان من تفصيلة صغيرة أعمل إبهار عريض يشتغل على توسيع الشوف للأغنية نفسها..
الأغنية المرئية بالشكل الصحيح نقاط تصنع لعمل قيمة إبهار نظري ومعرفي وخيالي.