من رقصاتنا الشعبية السودانية.. إيقاع الهسيس “رقصة يمة النحلة جات”

مشاوير - د. سلوى المشلي (*)

كتبت في منشورات سابقة عن الرقصات الشعبية في كثير من القبائل السودانية وخاصة القبائل الآبالة (أهل البِل) و تتنوع رقصاتهم منها الجراري والتوية والجابودي و الكدنداية، وكلها تشابه رقصة الهسيس في (الكرير) وهو إخراج الرجال لصوت معين من حناجرهم، وقد لاحظته له كم نوع.

رقصة الهسيس:

رقصة تمارسها القبائل الآبالة والغنامة في كردفان ودارفور، كتب عنها اسعد الطيب العباسي:” الهسيس من الايقاعات الخفيفة الأداء و قصيرة الأوزان و الكلمات تنتشر بصفة خاصة عند الكبابيش” . ( موقع سودانيل) 

كيف ترقص الهسيس:

 كعادتهم في رقصاتهم الشعبية يقف الرجال صف يصفقون ويكرون ( من كرير) بحناجرهم، و يرقصون باكتافهم ويحركون رقابهم كما رقبة الابل يمنة تارة ويسرى تارة اخرى و يمدون صدرهم للإمام و يرجعون، و يرقص الرجل مستندا على عصاه و يدق برجله اليمنى على الأرض في خفة ورشاقة وبمزااج ودي من عندي بالملاحظة مع التشجيع من جمهور الحضور خاصة للراقص الماهر.

مناطق رقصة الهسيس:

يقول الراوي د. سيف الدولة محمد: ” تبدأ رقصة الهسيس من ريفي تندلتي و تتجه غرباً مروراً بالبديرية، الجوامعة، و (دار حامد، دواليب، الجبال البحرية، هواوير، حمر، كبابيش، كواهلة) ، و آبالة دارفور إلى أم دافوق بين السودان وأفريقيا الوسطى، وأيضا يمارسها المعاليا في ديارهم بمنطقة عديلة في شرق دار فور”.

نموذج لها :

رقصة يمة النحلة جات:

رقصة تمثل فيها كلمات أغنيتها، فيقول الراوي د. سيف الدولة محمد:” تجسد الرقصة الأداء التمثيلي في كيفية الحصول على النحل من الخلية و يسمونه ب( سل النحل) و كيفية المجازفة وتحمل لسعات النحل و إشعال النار”.

كيف ترقص يمة النحلة جات :

 تبدأ بتمثيل إبعاد النحل من جسم الراقصين وتفادي النحل ولسعاته و طردها العصاة ثم يشعل الكبريت أو عود الثقاب لطرد النحل من الخلية لأخذ العسل، و هنا يصرخون ويرددون:

                             يا يمة النحلة جات

                             يا يمة النحلة جات

                             احيّ احيّ عضتني

                             احيّ احيّ عضتني

                             احيّ احيّ طقتني

                             احيّ احيّ طقتني

فالنحلة جات أي أتت ثم احيّ عضتني واحيّ طقتني، كلمة (اح) في عاميتنا نقولها عندما نحس بألم من لسعة نحلة او تشة نار(حرق) أو عضة و غيره، وهنا في وسط الدارة (منطقة واسعة تقام فيها الرقصة، و نجد كلمة دارة أيضا عند الجعليين تمثل منطقة عرضتهم مع ايقاع الدلوكة والشتمين ) هنا في تراث قبيلة المعاليا يتجارون وهم يصرخون من لسعة النحل ، وبعد أن يكتمل أدائهم التمثيلي لكيفية اختراق خلية النحل و َمعاناتهم يرقصون الهسيس.

* “من أغنياتنا و ايقاعاتنا ورقصاتنا الشعبية”، (كتاب غير منشور)، لسوى عبد المجيد أحمد المشلي 2024.

Exit mobile version