من وسط ركام الحرب، خرجت مبادرات تطوعية لتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاع المسلح من خلال البرامج التعليمية والتوعوية، بجانب الرعاية الصحية وتكايا الطعام والإجلاء، وباتت هذه المبادرات تُجسد الإنسانية والصمود، تقدم يد العون في أصعب اللحظات لإنقاذ حياة ملايين السودانيين.
ومن خلال جهود المبادرات التطوعية نجح الشباب في مدن ومناطق سودانية عدة من منع انتشار المجاعة والأمراض، وتقديم الحماية المدنية، مما يعكس قوة التضامن الإنساني وأهمية العمل التكافلي.
مساعدة النازحين
إلى ذلك، نجح شباب مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان في تنظيم مبادرة “دعم الوافدين” القادمين من مناطق النزوح داخل البلاد واللجوء من خارج السودان، وذلك من خلال توفير كثير من المعينات.
يقول المتطوع نبيل جعفر لمنصة (مشاوير) إن “المبادرة انطلقت في الأشهر الأولى اندلاع الحرب، إذ يقوم الفريق بزيارة مراكز إيواء النازحين والوقوف على أوضاعهم المعيشية والصحية.
وأضاف : نقوم بتوزيع الفارين من ويلات الصراع المسلح على مدارس المدينة، كدور إيواء بخاصة القادمين من ولاية الخرطوم، وكذلك الآتون من مناطق النزاع النشط.
وأوضح جعفر أن “القائمين على أمر المبادرة أولو اهتمامهم الكبير بالمرضى وكبار السن، وأطلقنا مناشدات عبر السوشيال ميديا للوقوف بجانب الوافدين، وقد وجدنا استحابة كبيرة من مجتمع أم روابة، الذي أعاننا على قيام هذه المبادرة.
تكايا ودعم صحي
وتابع : تشمل المبادرة الجوانب المتعلقة بدعم التكايا واطعام الرافدين، إضافة إلى الرعاية الصحية، فضلاً عن اختيار مشرفين على مراكز الإيواء لتقييم الأوضاع وتحديد الاحتياجات ورفع توصيات بشأن الحالات التي تحتاج إلى الدعم.
وأردف : وفرنا سلال غذائية لعدد كبير من مراكز الإيواء لدعم المحتاجين، إلى بجانب توفير الأدوية التي خصص لها مكتب طبي متكامل.
وأشار المتطوع في المبادرة إلى أن كل مكونات المجتمع تفاعلت بقوة وقدمت كثير من المعينات الضرورية، علاوة على دعم أصحاب الصيدليات والمراكز الصحية الخاصة وكذلك التجار في الأسواق.
ولفت إلى أن أصحاب المبادرة نجحوا في القيام بعدد من الأعمال، منها الدعم في مجال الرعاية الصحية من خلال عمل الأطباء المجاني في مختلف التخصصات، بدأ من الفحوص الطبية والعمليات الصغيرة والكبيرة، وتقديم الأدوية.
وواصل في القول : من ضمن برامج المبادرة الاهتمام بصحة الطفل والأسرة ومتابعة حالات النساء الحوامل وتوفير كافة المعينات، فضلاً عن ختان الأطفال ومعالجة أمراض سوء التغذية.
ونوه المتطوع بأن هناك برامج ترفيهية ثقافية وفنية يتم تنظيمها في مراكز الإيواء بالمدينة، تحت مسمى (إفطار الجمعة) ووجدت استاجة كبيرة من المواطنين.
إصحاح البيئة
يواصل المتطوع في مبادرة “دعم الوافدين” بمدينة أم روابة نبيل جعفر حديثه قائلاً : من بين برامج المبادرة عمليات إصحاح البيئة ونظافة المدينة يتمثل في نظافة المستشفيات والمساجد، بجانب دعم التعليم من خلال الكورسات الصيفية التي ينظمها المعلمين في مختلف التخصصات.
وأضاف : شملت المبادرة حملات النظافة في مناطق حيوية في وسط المدينة، وأيضاً شوارع كبيرة ومهمة تشكل واجهة المدينة، فضلاً عن عدد من الطرق الرئيسة والفرعية.
مبادرة إنسانية
بدورها قالت المتطوعة لبابة على الله لمنصة (مشاوير) أنه في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها الحرب، ومع تزايد أعداد الوافدين من المناطق المتأثرة بالنزاع إلى مدينة أم روابة، برزت مبادرة إنسانية نبيلة حملت عنوان “مبادرة دعم الوافدين”، أطلقها مجموعة من شباب المدينة.
وأضافت : هذه المبادرة جسّدت أسمى معاني التكافل والتراحم، وكانت تعبيراً صادقاً عن الروح السودانية الأصيلة التي لا تنكسر في وجه الأزمات.
تضحيات جسيمة
على الصعيد نفسه، قالت المتطوعة فوزية بشير محمد عياد لمنصة (مشاوير) إن “هذه المبادرات تكونت لتقديم الخدمات للسكان الموجودين في مراكز الإيواء، بالتالي أسهم المتطوعين في سد جزء كبير من هذا الفراغ، ونجحت في تقديم خدمات الغذاء والدواء، وكذلك إجلاء المسنين والأطفال والنساء إلى المناطق الآمنة.
ولفتت إلى أنهم “يحظون بمشاركة واسعة من الشباب في مدينة أم روابة، إلى جانب دعم الخيرين بالأموال والأدوية، مما أدى إلى انسياب الخدمات بصورة جيدة، وتوصيل الغذاء إلى من الأشخاص الوافدين والذين يتواجدون بمراكز الإيواء.
ونوهت إلى أن “التضحيات الجسيمة التي يقدمها المتطوعون يجب أن تقابل بالتحفيز والتشجيع لعكس قوة التضامن الإنساني في ظروف الحرب والأزمات.
ونبهت إلى أن “المتطوعين يخوضون معركة لا تقل أهمية عن القتال بالأسلحة، وهي مواجهة الأزمات الإنسانية التي تحاصر العالقين والنازحين في بتقديم الوجبات المجانية والخدمات الصحية وتنظيم عمليات الإجلاء.