الطب مهنه انسانيه.. الطب مهنه استثمارية 

تسابيح بابكر (*)

عندما كنا صغاراً كانت امنياتنا أن نصبح “دكاتره” أو بمعنى أصح أطباء والسبب أن نعالج المرضى وأن نعالج المساكين ، للأسف أصبح البعض يصير طبيب ليعالج اصحاب المال ( المرطبين ) وليس العكس وأن العلاج في وقتنا الحالي أصبح لمن استطاع إليه سبيلاً ، فتحولت مهنة الطب من مهنه انسانيه إلى مهنه ربح مالي ، و تلعب الاسره دوراً كبيراً في ذلك الإتجاه الاستثماري في المرضى ، فنجد بعض الأسر تقولها بكل جرأه ” بستثمر في ابني واقريهو طب سنه واحده يشتغل بعوضني قروش الجامعه ” وهو سلوك خاطئ يغرس في الإبن العقلية الاستثمارية ، و يظهر ذلك من خلال الذهاب لإحدى العيادات الخاصه بالرغم من أنها خاصه ولكن تذكرتها ثقيله جدا على المواطن بالأخص عيادات الأسنان ، والتي يبلغ تكلفة ” خلع ” ضرس إلى ما يقارب ال” ١٠٠ ” الف جنيه وهي قيمه عاليه و كبيره جدا مقارنة بمرتب عامل كذلك تفوق مرتب موظف حكومي في الدرجه الثامنه أو السابعه ، و تشمل التذكره العاليه أيضاً بقية أطباء التخصصات الاخرى ، في مظهر يدل على أن العلاج من حق أصحاب المال فقط ، حديثي هذا لا اقصد به كل الاطباء ولكن البعض منهم ، فبعض الاطباء لديهم أيام علاجيه مجانيه ، ربنا يجعله في سجل حسناتهم ، ولكن بلادي تعيش ظروف صعبه نتيجة الحرب الدائره حالياً ، نتمنى من أطباء بلادي الرأفه بالمرضى وبظروفهم الاقتصاديه 

، لكي ننعم بمجتمع تكافلي يسند بعضه بعضا بعيداً عن عقلية الاستثمار والربحيه.

 

* صحفية بالقضارف

Exit mobile version