ملاعب السودان “كارثية”.. و”فيفا” يتعهّد بدعم البنى التحتية

تقرير - خالد عويس

تستقبل ملاعب كرة القدم في السودان منافسات “دوري النخبة” في حالة “كارثية” لا تُسهم في الرقي بمستوى المنافسة واللاعبين.

وتعدَّدت أسباب تراجع مستوى الدوري والأندية واللاعبين، ويأتي في مقدمتها تأثير الحرب المستمر وتوقف النشاط لفترات.

وقال ياسر قاسم، الصحفي والمحلل الرياضي في حديثه لـ “الشرق” إن المنافسة لا ترتقي إطلاقاً للمستوى المطلوب، لأسباب واضحة، أبرزها تأثير الحرب المستمر وتوقف النشاط لفترات طويلة، مما أفقد الأندية الإعداد الجيد والتوازن الفني.

وأضاف أن دوري النخبة أُطلق في ظروف استثنائية وغير طبيعية، ما جعله أقرب إلى “الحلول الإسعافية” من كونه دوري تنافسي حقيقي، مشيراً إلى أن الأندية دخلت المنافسة دون إعداد مناسب، وبعضها لم يكن قد لعب مباريات رسمية منذ شهور، مما انعكس على جودة الأداء والجاهزية البدنية.

 

ملاعب “كارثية”

 وتطرّق قاسم إلى تذبذب المستوى البدني والفني، نتيجة قلة المباريات الرسمية، وسوء بيئة التدريب، ما يجعل اللاعب السوداني هشّاً فنياً ومحدود العطاء.

كما تحدّث المحلل الرياضي ياسر قاسم عن الملاعب، التي وصفها بأنها “كارثة حقيقية”، فهي غير مؤهلة، مع بنية تحتية متهالكة، و”العشب الإصطناعي المستخدم في بعضها يزيد من احتمالات الإصابات ولا يخدم الأداء الفني. وقال إن التحكيم لا يزال يُثير الجدل، ويفتقر للتطوير والدعم التقني أو حتى تقنية المراقبة البسيطة، مما يؤثر على العدالة التنافسية.

وختم قاسم بأن دوري النخبة جاء كردّ فعل وليس بناءً على خطة مدروسة، ويعاني من اختلالات في كل عناصر اللعبة. استمرار مثل هذه المنافسات بشكلها الحالي دون مراجعة حقيقية، لن يخدم الكرة السودانية بل قد يرسّخ حالة “الركود المُموّه”، على حد وصفه.

 

“فيفا” يتعهد بدعم البنى التحتية

وأوضح مساعد رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم، محمد سيد أحمد الجكومي، أوضح لـ “الشرق” أن الدوري الممتاز تم تقسيمه لأربع مجموعات، تم اختيار أول كل مجموعة زائدا اثنين من أفضل الثواني ليصبح العدد ستة فرق، أضيف إليها المريخ والهلال فيما عرف بدوري النخبة المكون من ثمانية أندية “لنتمكن من ترشيح الأول والثاني للبطولة الإفريقية و الثالث والرابع للكونفدرالية”.

وكشف الجكومي لـ”الشرق” عن تعهد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بتقديم الدعم اللازم لإعادة تأهيل البنى التحتية التي دمرتها الحرب. وقال إن البطولة الحالية أحاطت بها مخاوف أمنية من احتمال استهداف الملاعب، ووقوع خسائر بشرية، إلا أن ولاية نهر النيل تعهدت بتأمين الملاعب، كما أن “فيفا يراقب ويتابع مجريات المنافسة”.

وقال الجكومي إن الاتحاد اختار ملاعب شمال السودان بعد أن واجهت الاتحادات المحلية في القضارف وكسلا، شرق البلاد، والمناقل، في وسطها، صعوبات وتحديات في تنظيمها، رغم أنه تقدمت بطلبات لاستضافتها، مشيرا إلى أن هذه الصعوبات هي التي أدت لتأخير انطلاق البطولة.

وأضاف أن اتحادات بربر وأبو حمد وولاية نهر النيل تمكنت من تنسيق أمر الاستضافة والتأمين والحماية ما رآها مسألة انعكست بشكل إيجابي على هذه النسخة من الدوري الممتاز.

 

فوائد “محدودة جداً” 

وحصر قاسم فوائد المنافسة، التي قال إنها “محدودة جدا” في إبقاء النشاط حيًّا شكليًا في ظل الظروف، مما قد يُستخدم إعلاميًا لتصدير صورة عن “استمرار الحياة”، وإتاحة فرصة لبعض اللاعبين الشباب للظهور، بسبب الغيابات والظروف الطارئة، لكنها تظل “فرصًا غير منهجية”. وزاد بأنه لا يوجد مردود مالي أو تسويقي حقيقي، ولا جذب جماهيري كبير، مما يحدّ من أي أثر اقتصادي أو تجاري إيجابي، لافتا إلى أن جدول المباريات تم وضعه من دون رؤية واضحة للموسم، “ما يربك حسابات التخطيط الفني ويضر بالأندية.

وبشأن مستويات الأجهزة الفنية، اللاعبين، حالة الملاعب، والعشب، رأى قاسم أن الأجهزة الفنية تعاني من قلة الإعداد، وغياب التطوير المستمر، ومعظمها يعمل بردّ الفعل لا بخطط مسبقة، مشيرا إلى أن “الاعتماد المفرط على المدربين الوطنيين دون تطوير، يقود إلى تكرار الأخطاء.

Exit mobile version