نختلف مع “المشتركة” اختلافًا جذريًا، وهم شركاء أصيلون في انقلاب البرهان، وفي دفع البلاد إلى هذه الهاوية مع حلفائهم الكيزان.
ورغم انتهازية خيارات قادتهم، إلا أنهم أيضًا ضحايا لابتزاز نفسي وسياسي ودعائي دام طويلًا، شكك في انتمائهم للدولة السودانية. فأرادوا فرصة إثبات عن طريق الدخول في هذه الحرب، تأكيدًا لسودانيتهم، وكأن هناك جهة ما تملك الحق الحصري لإعطاء شهادة الانتماء هذه.
لكن بعيدًا عن خارطة الاستعمار الحديثة، فإن الزغاوة مكوِّن تاريخي عريق، وُجد قبل أن تظهر دولة محمد علي والدولة المهدية، وهو أمر لم يُسلَّط عليه الضوء من قبل المؤرخين السودانيين، لكنه وُثِّق من قِبل الكُتّاب الغربيين. عمومًا، هذا ليس موضوعنا هنا.
أنا أنظر بحسّ الكارثة القادمة إلى ممارسات الجهات الاستخباراتية من داخل السلطة، وهي نفس الممارسات التي أضعفت الأمن إبان فترة حمدوك، ونشرت العصابات ليُقال إن المدنيين فاشلون في ضبط الأمن.
ها هم الآن يعيدون نفس الفيلم تجاه “المشتركة” وعناصرها تمهيدا للانقضاض عليهم تحت نفس البند (حفظ الأمن) .
أقول: رغم خلافنا مع “المشتركة”، وكان يمكن أن نشمت ونقول “يستاهلوا”، لكن لا أحد ستسعده نتائج الخيارات العنصرية، لأنها ستعني مزيدًا من التمزق لهذا الوطن.
عشان كده، بنقول لناس بورتسودان ومجموعاتها من الصحفيين السطحيين: روقوووو!
هذه البلاد ابتليت بالحرب وبغبائكم.