تكدست أسر سودانية في محطة السكك الحديد الرئيسة في القاهرة بحقائب كبيرة للأمتعة والمتعلقات على أمل العودة إلى بلادهم من أجل حياة مستقرة نسبية بعد فرارهم من الحرب الأهلية في السودان.
هذه الأسر من بين آلاف اللاجئين السودانيين الذين يتدفقون عائدين من مصر إلى ديارهم في المناطق التي استعادت القوات المسلحة السودانية السيطرة عليها من قوات “الدعم السريع” شبه العسكرية في الخرطوم وضواحيها منذ بداية العام الحالي.
ركن في السودان
تقول ملاذ عاطف، وهي من العائدين لـ”رويترز”، “أشتاق لكل ركن في السودان حقاً. سعيدة جداً وأنا راجعة”.
وانتظر السودانيون القطار المجاني الذي سينقلهم إلى مدينة أسوان بجنوب مصر، ومن هناك سيستقلون الحافلات إلى العاصمة السودانية الخرطوم. وارتدت فتاتان صغيرتان قبعتين مكتوباً عليهما عبارة “شكراً مصر”.
أرقام واحصاءت
ووفقاً لأرقام المنظمة الدولية للهجرة، فر أكثر من “4” ملايين سوداني إلى البلدان المجاورة، بما في ذلك أكثر من 1.5 مليون إلى مصر، بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات “الدعم السريع” في أبريل 2023.
وذكر تقرير للمنظمة الدولية للهجرة في وقت سابق من هذا الشهر، أنه منذ بداية هذا العام عبر أكثر من “190” ألف شخص الحدود من مصر إلى السودان، وهو أكثر من خمسة أمثال عدد الذين عادوا عام 2024 بأكمله.
وقال سفير السودان لدى مصر عماد الدين عدوي، الذي زار المحطة أمس الإثنين، إن عودة المواطنين إلى السودان تمثل “مرحلة مهمة لإعادة الإعمار والاستقرار”.
نحو الخرطوم
وعلى رغم الهدوء النسبي في العاصمة، فإن القتال بين قوات “الدعم السريع” والجيش لا يزال محتدماً في إقليم كردفان بوسط البلاد، والفاشر في ولاية شمال دارفور غرباً.
واندلعت الحرب بسبب خلافات بين الجيش وقوات “الدعم السريع” حول قواعد مرحلة انتقالية تهدف إلى تسليم السلطة للمدنيين، وتقول الأمم المتحدة إنها تسببت في نزوح أكثر من” 12″ مليون شخص، ودفعت نصف السكان إلى الجوع الحاد.
واشتكى بعض السودانيين في مصر من صعوبة العثور على وظائف ومن التمييز، ورحلت مصر آلاف اللاجئين الذين قالت إنهم دخلوا بطريقة غير قانونية، وفر آلاف آخرون إلى ليبيا.
ووفقاً للسفير عدوي، فإن القطارات التي تنطلق أسبوعياً من القاهرة لمساعدة السودانيين على العودة إلى ديارهم طواعية يمولها رجال أعمال سودانيون.
وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن معظم السودانيين الذين عادوا حتى الآن توجهوا إلى الخرطوم، وكذلك إلى ولايتي سنار والجزيرة جنوب العاصمة.