قد كتبتُ هذه الرواية وأنا في سنٍّ يافعة، عقب تخرجي مباشرةً من الجامعة، وأتمسّك بها الآن بكل قوة، لأنها تحمل بين طيّاتها طموح الروح وأحلامها في تلك المرحلة المبكرة من العمر.
أقدّمها اليوم إلى الشباب، ليتنسّموا عبير تلك السنّ الباكرة، ويملأوا أيامهم بالشغف والطموح والتمنيات الكبيرة، وليُدركوا أن الاستسلام ليس خيارًا، مهما قست عليهم ظروف الحياة.
لقد كانت مدام س رحلةً وجدانيةً عميقة، سطّرتها بكثير من الإخلاص والصدق، تعكس حيواتنا اليومية بكل ما فيها من ألمٍ وأملٍ، عشقٍ وتحديات.
وأراها مرآةً لشبابنا الذي يحمل بين ضلوعه نبض الحياة، ويتوق إلى مستقبلٍ أفضل.
أتمنّى أن يجد القارئ في هذه الطبعة إضاءاتٍ جديدة، ومشاعرَ أعمق، وبعضًا من الحنين، وأن تظلّ كلمات الرواية رفيقةً تُلهم قلوب الشباب، وتحثّها على مواصلة السعي، والتمسك بالأمل.
لقد سعدتُ برأي فريق التدقيق لدى دار النشر، حين قال:
• “ذكرياتٌ جميلة، وهي على قِصَرها، شملت جميع مراحل العمر والدراسة والحياة. وفي كلّ مرحلة نرى وعياً جديداً وأحداثاً جديدة، وهذا التطوّر والنموّ في الأحداث وفي شخصية البطلة يُضفي على الرواية حركةً وحيويةً ونبضاً.”
• “من بطلة الرواية، مدام س، نتعلّم قيم الحبّ بدءًا من الأسرة وأفرادها، ونتعلّم التضحية، وهي ‘قيمة لا تُنسى أبداً’… نتعلّم الجدّ والصدق والإخلاص… ونتعلّم العلاقات الأسرية الحميمة، في العشّ الذي وُلدتْ فيه البطلة ودرجت، وفي العشّ الذي انتقلت إليه وبنَته مع مراد…”
• “الرواية، أيّ رواية، لا تُقاس بطولها وعرضها، فالمسكوت عنه (المحذوف) في هذه الرواية، والذي تُرك للقارئ ليعيشه كيف يشاء، يغطّي صفحاتٍ وصفحات!”
• “لا أودّ أنْ أتكلّم عن لغة هذه الرواية وأسلوبها، فهي لم تُكتب بحروفٍ وكلماتٍ وعباراتٍ، بل كُتبت بلغة داخليّة؛ لغة المشاعر الصادقة والأحاسيس الرقيقة. فهنيئًا لمن يمتلك هذا الفيض من الأحاسيس والمشاعر، لكي يستطيع أن يعيش قِيَم هذه الرواية، وإنسانيّتها، وأجواءَها.”
نعم، فإن مدام س ليست اسمًا فحسب، بل رمزٌ لكل امرأة أحبّت بإخلاص، وعملت بتفانٍ، وانتظرت، ثم وقفت من جديد…
أتمنى أن تكون الترجمة الأمهرية قد جاءت كما ينبغي. لقد قال المترجم إنه حاول أن يكون وفيًّا لروح النص، لا سجينًا للحرف، لتكون الترجمة بذلك فعلَ حبّ، لا مجرّد نقل.
اقرأ هذه الرواية بقلبك، فقد تجد فيها شيئًا منك… أو كلّك.
