لا يخفى على أحد الظروف الاستثنائية التي مرت على ولاية القضارف في كافة الجوانب منذ اندلاع حرب الكرامة والتي ظلت مهدداً أمنياً فرضت ضغطاً مهولاً على الولايات الآمنة، ولم تكن القضارف استثناء من هذا الضغط حيث استقبلت النازحين من كافة الولايات المتضررة سواء الخرطوم أو الجزيرة أو النيل الأزرق أو قرى البطانة، وظلت على مدار زمن طويل في خط التماس والتهديد المستمر..!!
هذا الواقع فرض على النازحين الاستيطان في المدارس لحين انجلاء المعركة التي استطال أمدها، وبالتالي عطلت انطلاق العام الدراسي بالولاية، وسط بحث مستمر لحلول تعيد التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، وبفضل الله ثم الجهد الكبير للمدير العام لوزارة التربية والتوجيه الأستاذ الفاتح الصافي، وكل الأجهزة المعاونة المرتبطة بالتعليم، نجحت الولاية في توفير مخيمات للنازحين لتستوعب من يقطنون المدارس ويشلون حركة التعليم بالقضارف، فكانت انطلاقة عام دراسي استثنائي في وجود الكثير من التحديات..!!
صندوق دعم التعليم ظل على الدوام في حالة انعقاد من أجل إنقاذ العام الدراسي، وإلحاق العالقين من طلاب الشهادة السودانية بموكب الجامعات، ومن ثم إقامة الامتحان الثاني لدفعة العام، وكان هذا في حد ذاته تحدياً حقيقيا،، إبى جانب ذلك حقق الصندوق العديد من الإنجازات على رأسها توريد ماكينات طباعة لتوفير الكتاب المدرسي، دفع ما يفوق الـ60% منها، كما تم فصل ميزانية الصندوق من ميزانية وزارة المالية، وتم تفعيل رسوم الصندوق في أسواق المحاصيل ودعم السكر والمحليات، إلى جانب توطين طباعة كل امتحانات الولاية للشهادتين الابتدائية والمتوسطة في 2024م، والتجريبي للصف الثالث 2024، والموحد للصف الثاني الثانوي 2024، والبديل للشهادة الابتدائية 2024، بالإضافة إلى كل مطبوعات الولاية المتمثلة في الايصال المالي ومستندات المستشفيات وأسواق المحاصيل والتأمين الصحي.
بالرغم من كل هذه الإنجازات إلا أن المشاكل التي ظلت تحيط بالصندوق تمثلت في صعوبة التحصيل بالمحليات، وضعف وسائل الحركة، وانعدام الأمن، وهو ما يتطلب جهداً إضافيا لتوفير المعينات لزيادة التحصيل وتطوير التعليم.
بلغت إيرادات الصندوق في يونيو المنصرم حوالي 64519231460 جنيه، فيما بلغت جملة المنصرفات 43675104449 جنيه، بمتبقي رصيد تشغيل 29844127011 جنيه.
وفر الصندوق جملة من المعينات المدرسية للعام الدراسي 2025، فيما يتعلق بالطباشير والأقلام للمدارس، حيث وفر عدد 30760 صندوق لعدد 254 مدرسة، وعدد 16536 دستة من الأقلام لنفس المدارس، ويبقى تقرير أداء المطبعة حافلاً بالإنجازات التي كفلت دخلا إضافيا للصندوق لمساعدته على توفير بيئة مدرسية ملائمة للتلاميذ والطلاب، وهو ما يستحق عليه الصندوق أن ترفع له القبعات وهو يقود زمام العام الدراسي بصبر وصمت كبيرين رغم الصعوبات التي تواجه مشوارهم..!!
صندوق دعم التعليم بولاية القضارف هو إشراقة في زمن صعب ينبغي أن تجد الاهتمام، وتذليل كافة الصعوبات التي تواجههم لتقديم رسالة تعليمية تليق باسم وسمعة ومكانة الولاية، وتنشئة أجيال في بيئة معافاة ولا تعاني شيئاً..!!
كل التوفيق لمدير التعليم وللصندوق..!!
