للوهلة الأولى، تبدو مشاكل المريخ محلولة باختيار مجلس إدارة جديد، بعدد كبير من الرأسمالية، والقيادات وعدد من الأسماء الجديدة، ونقول محلولة إذا كانت مشكلة المريخ الأزلية متعلقة بالمال فقط، فالمجلس التسييري الجديد بقيادة سهل “بتاع الجاز” وهو الذي ظلت جماهير المريخ “تعاير” به السوباط والعليقي في الهلال، وتعتبرهما “مجرمي حرب”، ولا “يختشي” إعلامهم من تناول الرجلين بنوع من التجريم، فها هم الآن “يعرضون” في الدارة طرباً وغزلاً في “بتاع جاز” جديد وهو ما يوحي بأن مسألة “المباديء” والقيم تنبع من “حسد” و “عدم” عاشه المريخ في فترة من الفترات ثم إنه الآن “بقى حلو”، وحق لهم أن “ينططوا زي ما دايرين”..!!
لن يجد المريخ شبيهاً لجمال الوالي، والتي كانت أكثر فترات الأحمر استقراراً إدارياً ومادياً، وفي عهده صار ملعب المريخ هو الأجمل، لدرجة استضافة فاصلة مصر والجزائر الشهيرة، وظلت العبارة الواحدة والمتكررة في كل الإصدارات الحمراء عند زيارة أي فريق زائر هي “وقد أبدوا اندهاشهم بالقلعة الحمراء وتساءلوا كيف يمكن لملعب كهذا أن يكون لنادي أفريقي” وهو “الطلس” الذي “مشى في جمهور المريخ لـ”الليلي”..!!
في عهد الرئيس المحبوب “جمال الوالي”، واستيم تفاح يا الوالي تيمك صاح”، كسب الهلال الدوري في متواليات خمس، مازال التاريخ يذكرها، وتصدر الهلال بفارق 18 نقطة، وبدون هزيمة وبدون تعادل “وبدون ما يلعب ذاتو”، واختتم أزرق السودان الفخامة الدورة الأولى وهو متأخر بسبع نقاط، ثم حقق الدوري بذات الفارق من المريخ، فكانت أجمل إنجازات الهلال في أكثر عهود المريخ مالاً واستقراراً، وهو تأريخ لا يمكن أن ينكره إلا “زول شجع المريخ بعد تسجيل “مجتبى فيصل”..!!
ما لا يريد أن يفهمه أهل المريخ هو أن مشكلته في المجتمع المحيط بالأحمر وليس في مسألة “قروش” ومجلس “لوردات”، فمعاول الهدم في المريخ تأتي من أبنائه، وهي الحقيقة التي لا يرغب أهل المريخ في التعامل معها أو مواجهتها، لذلك “يلفوا ويدوروا” في أمور جانبية، و”قصص ميتة”، فكل أهل المريخ يبحثون عن تمرير آرائهم على الإدارة وفرض رؤيتهم عليها، وهي عليها أن “تسمع وتنفذ” وإلا فالحرب الباردة “والحارة” ستنطلق باتجاه المجلس حتى وإن كان يملك مال قارون، لذلك يهرب الرؤساء من السفينة الغارقة، ونعود مجدداً للبحث عن رئيس جديد للمريخ..!!
ستقرأون كثيراً ردوداً على شاكلة “خليك في هلالك”.. فما تشتغلوا بيها لأنهم لا يحبون النصيحة..!!
نصيحتنا لمجلس سهل وأحميدي أن يتعاملا بـ”ثقالة دم” مع كثير من الآراء والانتقادات التي لن تتوقف، وأن يضعا خطة واضحة لانتشال المريخ من المركز الـ”61″ دون أن يتأثروا بالمحيط، ونبلغهم “من هسة” بأن هناك مجلس سيتم تكوينه يضم “رجالات المريخ الزمان”، وسيبدأ بقصص “زيارة الرؤساء والأقطاب” وسيكتب عنه الإعلام بعودة العافية و”أيوة ده المريخ” ثم كابتن المريخ يدعو اللاعبين لوجبة “فطور” في منزله” كما فعل راجي عبد العاطي من قبل، وسيفاجئون بصفحات تغطي الحدث، ونخبر المجلس الجديد بأن لا يركز في هذا “الطلس”، فهذا الفيلم “خشيناهو قبل كدة”..!!
إننا نتمنى أن تعود عافية الأحمر، ليكون نداً لأزرق السودان، ومنافساً يشعرنا بطعم المنافسة “بدل نغلبو أربعة” في مباراة كأس، ولكن “ما نيل المطالب بالتمني”، فالأمر يحتاج إلى عمل كبير، وكبير جداً، وغربلة القلوب من المصالح والأهواء الذاتية حتى يعود المريخ..!!
هذا .. أو ننتظركم عند تكوين المجلس القادم بذات التشتت والشرذمة والإزعاج المعتاد..!!
ترا كلمتكم..!!
اللهم اغفر لي ولولادي.. رب ارحمهما كما ربياني صغيراً..!!
أقم صلاتك تستقم حياتك..!!
صل قبل أن يصلى عليك..!!
ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!