في وقتٍ يرزح فيه الناس تحت وطأة الحرب والنزوح وتوقف المدارس، جاءت هذه الرسوم كطعنة جديدة في قلب الأسر الفقيرة التي بالكاد تجد قوت يومها. فهل أصبح التعليم في بلادنا امتيازاً للأغنياء فقط؟
الأدهى من ذلك أن طلاب المرحلة الثانوية أُجبروا على إجازة قسرية دون إكمال دروسهم، ثم فُرضت عليهم رسوم باهظة بلغت (200 ألف جنيه) تحت لافتة “اتحاد معلمين”! فأي اتحاد هذا الذي يبدأ من جيوب الطلاب المساكين؟
أصوات الطلاب تتعالى بالشكوى، ودموع الأمهات تحكي مأساة لا تحتاج إلى بيان. لكن لا حياة لمن تنادي. السياسات الظالمة تمضي وكأنها قدر محتوم، بينما يُداس حلم التعليم تحت أقدام الجبايات.
إن ما يحدث في ولاية الجزيرة ليس مجرد قرار إداري، بل جريمة في حق جيل كامل، ووصمة عار على جبين كل مسؤول يصر على تحويل حق التعليم إلى سلعة تُباع وتُشترى.