فشل منتخب السودان في بلوغ نهائي كأس أمم أفريقيا لكرة القدم للاعبين المحليين “شان”، التي تستضيفها أوغندا وكينيا وتنزانيا حتّى 30 أغسطس الجاري، وذلك عقب الخسارة أمام منتخب مدغشقر بنتيجة هدف دون رد، في لقاء الدور نصف النهائي للنسخة الثامنة، الذي أقيم اليوم الثلاثاء، وجاءت الهزيمة لتضع حداً لطموحات “صقور الجديان” في الذهاب بعيداً هذه المرة، بعدما قدّم مستويات مميزة في الأدوار السابقة، لكنّه اصطدم بعقبات عدة ساهمت في ضياع فرصة الوصول إلى النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
وكانت الآمال كبيرة على كتيبة المدرب الغاني، جيمس كواسي أبياه (65 عاماً)، في بلوغ المباراة النهائية، لا سيّما أنها المشاركة الرابعة لمنتخب السودان في البطولة، وكان الحلم قائماً بتحقيق إنجاز تاريخي يفوق ما تحقق سابقاً، إذ سبق أن نال السودان الميدالية البرونزية مرتين؛ الأولى في نسخة 2011 التي أقيمت على أرضه بعد مشوار مميز انتهى بالفوز على منتخب الجزائر في مباراة تحديد المركز الثالث، أما الثانية فجاءت في نسخة 2018 بالمغرب، عقب تجاوز زامبيا في ربع النهائي، قبل الخسارة أمام نيجيريا في نصف النهائي، والتعويض على حساب ليبيا بالفوز بالمركز الثالث مجدداً.
واجتمعت أسباب عدّة وراء خسارة منتخب السودان وإقصائه من نصف نهائي “شان”، رغم أن منتخب مدغشقر لعب بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 75 بعد طرد فينوهاسينا رازافيمارو، فقد بدأ “صقور الجديان” مشوارهم في البطولة بتعادل أمام منتخب الكونغو (1-1)، ثم تحقيق فوز عريض على نيجيريا برباعية نظيفة، قبل التعادل السلبي مع السنغال، والتفوق على الجزائر بركلات الترجيح (4-2) إثر انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل (1-1)، غير أن المواجهة أمام مدغشقر شهدت تراجعاً ملحوظاً في الأداء.
وزادت معاناة المنتخب السوداني في المواجهة بغياب لاعب الوسط، صلاح عادل، الذي تعرّض لإصابة في المباراة السابقة أمام المنتخب الجزائري، ما ترك فراغاً كبيراً في خط وسط “صقور الجديان”، ولم ينجح محمد الرشيد كثيراً في تعويضه، رغم ظهوره الجيّد على المستوى الدفاعي، فيما شكّل غياب المهاجم المخضرم، محمد عبد الرحمن الغربال، خسارة مؤثرة أيضاً، إذ كان من شأن خبرته أن تمنح منتخب بلاده إضافة كبيرة في مثل هذه المباريات الحاسمة.
وبعد طرد أحد لاعبي منتخب مدغشقر، اندفع المنتخب السوداني إلى الأمام بحثاً عن هدف يحسم اللقاء دون اللجوء إلى الأشواط الإضافية أو ركلات الترجيح، غير أنه اصطدم بالتسرع وإهدار الفرص، وكانت أبرز المحاولات عبر موسى كانتي ووالي الدين خضر بوغبا، لكنها لم تجد طريقها إلى الشباك، وفي الأشواط الإضافية تكرر السيناريو ذاته، رغم التغييرات الهجومية، التي أجراها المدرب كواسي أبياه، بعدما طغى التسرع وغياب التركيز على أداء اللاعبين، ومع تراجع المخزون البدني وارتباك الخط الخلفي، استغل المنتخب الملغاشي إحدى الفرص ليسجل هدفاً قاتلاً في الدقيقة 114، منهياً رحلة السودان عند نصف النهائي.