تعامل كثير من الناس مع حادثة تصفية أحد المدنيين على يد أحد افراد الدعم السر يع وكأنها حادثة معزولة، اشترك في ذلك كثير ممن أدانوها أو شككوا فيها أو قاموا بنفيها أو نفي انتماء فاعلها للدعم السريع.
الحقيقة التي لا يمكن اخفاؤها أن هذا السلوك دائم ومتكرر في مناطق كثيرة من السودان، ويحدث مع المدنيين ومع الاسرى العزل بعد اعتقالهم وحجزهم مكتوفي الايدي. قبل فترة قصيرة ظهرت فديوهات لاسرى في منطقة ابو صميمة جالسين على الارض وأحد قادة الدعم السريع يتحدث معهم، ثم يخرج مسدسه ويطلق النار عليهم جميعا. وقعت حادثة مماثلة في منطقة الصالحة قبيل انسحاب قوات الدعم السريع حيث تم تصفية عشرات الاسرى بدم بارد، واعترف الفاعل بفعلته في تسجيل مصور توعد فيه بتكرار عمليات التصفية.
لم يتم محاسبة أو محاكمة أحد، بل لم يتم حتى بيان ما وكأن هذا أمر عادي لا يشكل ازعاجا لأحد.
الحقيقة التي لا يجب إغماض العين عنها أن طبيعة تشكيل الدعم السريع تضم إلى جانب قواتها النظامية ، مجموعة من عصابات متفرقة تبحث عن الغنائم وتتعامل مع حياة البشر باستهانة واستهتار لا حد له، وطالما ضمتها قوات الدعم السريع لها فهي مسؤولة عنها وتتحمل وزر جرائمها، ويجب أن تحاسب عليها.
هناك بالتأكيد جرائم مماثلة ترتكبها مجموعات من الجيش والقوات المتحالفة معه، من أكلة الاكباد لمحترفي النحر وقطع الرقاب للتصفية في الشارع وسط التهليل والتكبير.
نحن في حاجة لمواجهة أنفسنا بالحقائق المجردة، من فعلوا ذلك هم منا، خرجوا من بيننا، وتربوا في وسطنا، لم يأتوا من الخارج ولم يتم تصديرهم من أرض الشتات، وعلينا أن نعيد دراسة أنفسنا لنعرف كيف وصلت الشخصية السودانية لهذا المستوى من التوحش ومفارقة القيم الإنسانية الاساسية.