نانسي عجاج: استغلال صوت المغني للحرب عكس قوانين المنطق والفنون والفطرة السليمة – المحتوى الفني الفارغ لا يرتبط بالنساء فقط وهنالك رجال يساهمون في تقديمه

حوار - المحرر الثقافي

مقدمة

سندريلا الغناء السوداني نانسي عجاج هي صوت نسائي سوداني واعيِِ ومثقف ولديها لون غنائي لا يمكن تجاوزه في مسيرة الغناء السوداني وهي مهتمة بتنفيذ موسيقاها على شكل مميز وكذلك أختيار الكلمات التى تنبض بالابداع والجمال.

الحوار مع نانسي يشبه تماماََ ماتقدمه من فن ويتسق مع الرؤية الشاملة التي تقود مشروعها الفني، في هذا الحوار، سنناقش مسيرتها الفنية ورؤيتها الخاصة لمختلف قضايا الفنون والغناء المتعلقة بالراهن الابداعي والمرتبط بالمرأة السودانية.

نانسي عجاج

مرحباََ بك في صحيفة المرأة السودانية والتي نتمنى ان تكن لسان حال نساء السودان؟

مرحب بكل الفريق العامل في صحيفة المرأة السودانية واتمنى للصحيفة بداية موفقة واستمرارية خاصة وان مجال الاعلام المتعلق بالمرأة وقضاياها يحتاج الى المزيد من تسليط الضوء وبث الامل لنساء السودان. وان تكن الصحيفة منبراََ صادحاََ لديه القدرة على التعبير عن هموم وقضايا حواء السودانية بزوايا مختلفة تعبر عن المرأة السودانية في شتى مناحي الحياة.

 المرأة السودانية وخصوصاََ المبدعة وجدت مصاعب عديدة عبر تاريخ الغناء في السودان، كيف كانت البدايات لنانسي عجاج وهل ثمة صعوبات قد واجهتك وكيف أستطعتي تجاوزها؟

في بداياتي الفنية واجهت صعوبات كوني إمراة وهي بمثابة استمرار لمعاناة المرأة السودانية عموماََ عبر التاريخ في سبيل خروجها لتلقي العلم او ابراز الجانب التفاعلى من شخصيتها في المجتمع حينها خصوصاََ ان امتهان النساء والرجال للموسيقي والمهن المتعلقة بها(قديماََ) كانت لديها محاذير مجتمعية كبيرة ،وهذا يقود بالضرورة لإعمال الفكر حول ماذا اغني وما الشكل المناسب للغناء الذي يمكن ان اؤديه وماهو هو شكل الفرقة الموسيقية التي يمكن تصاحب اعمالي الخ..القوالب التي اوجدت لحصار شكل الابداع حينها.

ولكن كان لا بد من الصبر والمثابرة حتي استطيع الخروج من هذه القوالب المعدة مسبقاََ. وايضاََ لإيصال رسالتي الفنية داخل كل هذه التحديات التي لم يستطع البعض الصمود في مواجهتها وانسحب من المشهد.

نانسي عجاج

برأيك هل يمكن ان يسهم فن الغناء في رفع مقدرات ووعي نساء السودان ،ام ان الغناء في السودان يحتاج لرسم خارطة طريق تقود نساء السودان الى النهضة؟

الفنون عموماََ والغناء بصفة خاصة لديها القدرة على رفع الوعي العام في المجتمع وليس النساء تحديداََ وذلك لقدرته على مخاطبة القضايا بشكل خاص ويجد لها محددات ارشادية وبالتالي يساهم في ترقية ونهضة المجتمع بدون شك.

لديك تجربة غنائية ثرة قد تعجب البعض وقد لا تعجب البعض الاخر تُرى ماهي الرسالة التي تريدين إيصالها عبر فنك وهل لديك مشاريع فنية قادمة ؟

رسالتي هي رسالة متجددة بحكم تجدد الفن وهي رسالة جمالية وتحمل قيم انسانية رفيعة وتنادي بالسلام والمحبة بين الناس وتدفع لتجميع الناس عبر البحث عن المشتركات واعلاء السمو الانساني بين الناس.

بخصوص المشاريع لدي عمل غنائي استعد لاطلاقة في الفترة القادمة كما و لدي مجموعة من العروض والحفلات الجماهيرية في الفترة المقبلة.

نانسي عجاج

تنميط الغناء عبر تسميات اغاني البنات اغاني السباته الخ…هل ساهم هذا في إختفاء نمط الغناء الذي بذلت فيه الجهود لتلبية اضلاع الاغنية (شعر لحن غناء توزيع) وطفا الى السطح مغنيات يهتممن بالمظهر واداء الاغاني السهلة ؟ونرجو كذلك ان تحدثينا عن كيفية اختيارك للنصوص وكذلك الالحان ؟

مهم جدا ان نفرق بين التنميط والتصنيف لان هناك غناء خاص بالنساء مثل غناء الحماسة او غناء الحكامات وهذا تصنيف وليس تنميط والتنميط الذي واجهته في بداية حياتي الفنية بعض اشكاله يتمثل في ما المفترض ان تغنيه البنات او لا تغنيه والبنت يجب ان لا تغني غناءََ وطنياََ، وتحديد شكل الموسيقى المصاحبة لأعمالهن.

وغناء النساء كان دائما موجوداََ وهو وسيلة تعبيرية خاصة بهن لتفسير همومهن وقضاياهن او حتي التعبير المطلق عن الفرح والامل والدعوة الى الحياة.

ومسالة طفو التجارب الغنائية النسائية الاخرى الى السطح اعتقد ان تجارب التساء والشابات هي في تطور مستمر وينعكس ذلك في اهتمامن بالغناء الخاص والتجويد واعتقد ان مسيرة تطور اغاني البنات تسير الى تحسن.

وبخصوص النمط الغنائي السائد الذي يخلو من المضامين والرسائل؟

النمط الغنائي السائد يقرأ في الاطار السياسي والتوجيهي ويقرأ في السياق العام السياسي والاجتماعي والاقتصادي وهو مقصود بأدوات التسطيح المتعمد وتصدير القبح وفرضه على الناس ،كما الحرب وكل الاشياء الاخرى وينتج عن ذلك وجود فراغ في المحتوى الجيد وهو امر لايختص بالنساء فقط بل هنالك رجال يسهمون في هذا التغبيش وافراغ الذاكرة الجمالية للشعب السوداني.

نانسي عجاج

الحرب اثرت على المرأة السودانية بصورة عامة كيف يمكن للموسيقى والغناء ان يناهضا البندقية وما رأيك في استغلال صوت المغني لصالح الحرب وبث الحماس في شراينها؟

يمكن للغناء والموسيقي ان يناهضا البندقية لان البندقية هي رمز للموت والموسيقي والغناء والفنون عموماََ هي ادوات حياة وانعاش للذاكرة وادوات لاستنهاض الهمم وتقريب المسافات ولطالما كانت السلطة تحمل إشكالاََ معلناََ مع الفنان المستقل والمثقف العضوي لانها ترى فيه الخصم المباشر الذي يهدم كل ماتكرس له.

واجهت تحديات كثيرة في مسيرتي الفنية كإمراة وهكذا تجاوزتها.

وارى ان استغلال صوت المغني للحرب هو انتكاس وعكس قوانين المنطق والفنون والفطرة السليمة لان الفنان واي دعوة للموت والخراب والحرب هي تتعارض مع فكرة الفنان وحقيقته واصالته.

وبخصوص آلية اختيار النصوص والالحان عند نانسي عجاج؟

اختيار الالحان والكلمات تعتمد على الجودة للنص والرسائل التي بداخله وهو احياناََ اقرب الى التنقيب واحياناََ النص قد يفرض نفسه من فرط جماله واسعي لعدم تكرار التجارب سواء في النص او اللحن بمعني التنوع في قالب من الاجتهاد الابداعي وذلك للوصول الى فئات مختلفة من الاذواق.

كلمة اخيرة لنساء السودان عبر صحيفتهن؟

اقول لنساء السودان في المنافي ومعسكرات اللجوء والنزوح والمشردات بفعل الحرب اتمنى لكن حياة افضل وعالم ترفرف في سماواته حمائم السلام وان تنتهي الحرب لتعدن الى حياتكن لان المرأة هي التي تربي الاجيال وعليها كامل الاعتماد وانا مشغولة جداََ بأوضاع النساء السودانيات ودائماََ ما ينتابني الحزن على ما آلت اليه احوال الاسر السودانية بسبب الحرب في السودان.

المصدر: صحيفة المرأة السودانية 

Exit mobile version