غيمة وقيمة طلال عفيفي

هيثم الطيب 

بفهم ووعي ومهنية كان بصنع في الأجيال ، بصمت وشغل مؤسسي وتحريك أدوات الشغل الصحيح والناجح والإبداعي والتنوع الثقافي حقنا، كان هنا وهناك أصوات تنجح معه وتتعلم وتدرس وتناقش وتقول وجهات نظرها في كل شيء وعن كل شيء،وهل الفعل الإيجابي الوطني إلا هذا الوطن المسمى طلال عفيفي.

الشغل على مدى سنوات في سودان فيلم فاكتوري ومحاولات جادة ومهنية في إضافة علم ومعرفة للشباب في مجال إنتاج جماليات الصورة المرئية ، والاضافات العالمية والتجارب الكبيرة التي يقدمها ويناقشها بالديمقراطية السمحة جدا.

ما كان يقوم به شغل الدولة عديل،فهم في قراءة أن المستقبل عالميا وإعلاميا عشان خاطر عيون بلدنا الحلوين يطلع من هنا (صورة مرئية ناجحة وشاطرة وذكية وقادرة تقول معاني مليون جملة).

أحلامه الكثيرة لصالح البلد تسمعها منه في ونسة عابرة أو قعدة شاي أو مسافة السكة بينك وبين روحه المناهضة لكل ضعف في عزيمة الناس.

ربما جزء من أحلامه ، رفض ضعف تفاصيلنا في العالم وصورتنا وكيف تكون هنا وهناك، كان يغازل المستقبل بالأجيال التي يصنعها بورشة مع ونسة مفيدة (دي تفصيلة خاصة بهذا الطلال لأنك لو اقتربت منه لازم تكون عايز تعرف وتناقش وتتحدث عن شيء مختلف)..دا

زمن يفعل كل ذلك..

في العام ٢٠١٥ وفي مهرجان البقعة الدولي للمسرح كانت الممثلة والمخرجة/دعاء طعيمة عضوا في لجنة التحكيم ، وهي كما أعرفها من سنين باحثة وتبحث عن قراءات مختلفة وجديدة عن الصورة المرئية والمسموعة عن بلادنا،وقبل وصولها كان الرفيق الحقيقي لها هذا الوطن (طلال عفيفي)،كنت عايز اقول ليها ( أيامك مجيدة مع هذا التأريخ المجيد)،وقد كانت كذلك، طلال له مقدرات في النقاش رائعة ومداخل الحوارات عنده تضع الندى دائما،وقد وضع كل الندى لها، بطلاقة وفصاحة ومعرفة ووعي..

قيمة أن تعمل أشياء للبلد في زمن صعب تناضل وتفعل ذلك وعيونك على الإيجابية القادمة، هي الفضيلة التي يفتقدها الأغلبية من السودانيين، لكنها عند طلال عفيفي متوهجة وراسخة وفاعلة وناجحة.

وطلال عفيفي (جزء من مرافعة رائعة أكتبها عن مثقف سوداني حقيقي بعلم ومعرفة وتجربة كبيرة وعريضة كان فاعلا في الاتجاهات الصحيحة لأنه صحيح وداخله اعتدال يقاوم كل اعتلال).

مثلاً سنين يفعل كل ذلك.

Exit mobile version