مع اقتراب موعد كأس أمم أفريقيا 2025 لكرة القدم، المقررة إقامتها في المغرب بين 21 ديسمبر 2025 و18 يناير 2026، تستعد المملكة لتنظيم نسخة استثنائية من الناحية التنظيمية. المغرب الذي سيستضيف أيضا كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، جعل من هذه البطولة محطة اختبار كبرى لقدراته التنظيمية، من خلال المراهنة على تسعة ملاعب موزعة على ست مدن.
يسعى المغرب منذ سنوات إلى ترسيخ مكانته كقبلة كروية في القارة الأفريقية. ومع اقتراب استضافة كأس الأمم لكرة القدم، لثاني مرة في تاريخه بعد نسخة 1988، يضع المغرب اللمسات الأخيرة على المسارح الكروية التي ستحتضن العرس القاري. من طنجة إلى أكادير مرورا بكل من الرباط والدار البيضاء وفاس ومراكش، تسعة ملاعب موزعة على ست مدن يراهن عليها المغرب لتنظيم ”أفضل نسخة من كأس الأمم الأفريقية “ كما يرى العديد من الخبراء والمتابعين لكرة القدم بالقارة السمراء.
ملعب الأمير مولاي عبد الله – الرباط
بعد أن عرف أشغال تهيئة لما يقارب العامين، يظل ملعب الأمير مولاي عبد الله في حلته الجديدة كتحفة معمارية تجمع بين الحداثة والهوية التقليدية المغربية، حيث يمتاز بمظهر خارجي مبهر مستوحى من أوراق النخيل . وسيكون الملعب مسرحا لمباراة الافتتاح والمباراة النهائية، كما سيحتضن جميع مباريات المنتخب المغربي في البطولة.
تمت توسعة الملعب ليستوعب حوالي 68 ألف متفرج. كما تم تجهيزه بأحدث التقنيات، بما في ذلك أرضية هجينة حديثة، سقف يغطي جل المدرجات، شاشات عملاقة، نظام صوتي متطور، إضافة إلى أجنحة مخصصة للصحفيين وأخرى لكبار الشخصيات.
تم تشييد الملعب لأول مرة عام 1983، واستضاف عبر العقود العديد من الأحداث الكبرى مثل نهائي كأس أمم أفريقيا للسيدات 2022 ومباريات كأس العالم للأندية 2023.
وسيفتح الملعب أبوابه للجماهير في الخامس من سبتمبر، بمناسبة مباراة تجمع بين المنتخب المغربي ومنتخب النيجر في إطار التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026.
ملعب محمد الخامس – الدار البيضاء
يعتبر ملعب محمد الخامس من أعرق الملاعب المغربية، بني عام 1955 ويعرف بين الجماهير باسم “دونور” (شرفي بالفرنسية) نسبة لتسميته الأولى باللغة الفرنسية بـ”الملعب الشرفي”، ويعد معقل الديربي البيضاوي بين الوداد والرجاء. شهد هذا الملعب أحداثا رياضية كبرى، على رأسها ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1983 ونهائيات دوري أبطال أفريقيا. في إطار التحضيرات لكأس أمم أفريقيا 2025، خضع الملعب لتجديد كامل للمدرجات، وتطوير الإضاءة بنظام LED، وتحسين القاعات المخصصة للإعلام. ستُقام عليه مباريات قوية في المجموعتين الأولى والخامسة كما سيستضيف مباراة في ثمن النهائي ولقاء ترتيب المركز الثالث، وصارت الطاقة الاستيعابية بعد التجديد تبلغ نحو 45 ألف متفرج.
الملعب الكبير – طنجة
يعد الملعب الكبير بطنجة أكبر ملاعب البطولة بسعة 75 ألف متفرج، وقد افتُتح عام 2011. استضاف الملعب مباريات الكأس الممتازة الإسبانية بين برشلونة وإشبيلية ومباريات كأس العالم للأندية، وهو الملعب الرسمي لفريق اتحاد طنجة. خضع الملعب لتجديدات قبل الكان شملت إزالة مضمار ألعاب القوى لتقريب الجماهير من أرضية اللعب وتسقيف المدرجات بأكملها. يستجيب الملعب الكبير للمعايير الدولية التي تضعها الفيفا من أجل استضافة الأحداث الكبرى، بما في ذلك كأس العالم 2030، وسيشهد مباريات المجموعة الرابعة إضافة إلى مباريات ثمن النهائي وربع النهائي ونصف النهائي من “الكان”.
الملعب الكبير – مراكش
افتتح الملعب الكبير للمدينة الحمراء عام 2011، ويتميز بموقعه الفريد عند سفوح جبال الأطلس وتصميمه المعماري المبتكر. يسع حوالي 41 ألف متفرج، وقد خضع لتحديثات في المرافق الأمنية وغرف الملابس ومنطقة كبار الشخصيات استعدادا للكان. سيستضيف مباريات المجموعة السادسة التي تضم منتخبي الكاميرون والكوت ديفوار، إضافة إلى مباريات المجموعة الثانية، وكذلك مباريات ثمن النهائي وربع النهائي من البطولة الأفريقية.
ملعب أدرار – أكادير
يشكل ملعب أدرار رمزا للرياضة في جنوب المغرب، فقد افتتح عام 2013 ويعد الملعب الرسمي لفريق حسنية أكادير. استضاف الملعب كأس إفريقيا تحت 17 سنة عام 2023 ومباريات كأس العالم للأندية لعدة مرات، وخضع قبل البطولة لتحديث المداخل والمخارج، كما تم تزيين المنطقة المحيطة بالملعب. سيحتضن في إطار كاس امم أفريقيا 2025 مباريات المنتخب المصري ضمن المجموعة الثانية، كما سيستضيف ثمن نهائي وربع نهائي، وتبلغ الطاقة الاستيعابية حوالي 41 ألف متفرج.
المركب الرياضي – فاس
أُفتتح المركب الرياضي بالعاصمة العلمية للمغرب عام 2007. يسع حوالي 35 ألف متفرج، وقد استضاف في عديد المرات نهائيات “كأس العرش” (كاس محلية) وبعض المباريات الدولية. تم تحديث أرضية الملعب والمدرجات قبل أشهر من انطلاق الكان 2025 حيث سيحتضن مباريات المنتخب التونسي في المجموعة الثالثة إضافة إلى مباراة في ثمن النهائي.
الملعب الأولمبي – الرباط
يعد الملعب الأولمبي بالرباط جزءا من المركب الكبير الأمير مولاي عبد الله، وقد تم تجهيزه ليرقى إلى مستوى يليق بالبطولات القارية. تتسع مدرجاته لما يقارب 21 ألف متفرج، واستضاف قبل شهر منافسات كأس الأمم الأفريقية للسيدات.
ملعب مولاي الحسن – الرباط
تم إعادة بناء الملعب بالكامل استعدادا للكان ليستوعب نحو 22 ألف متفرج. كان الملعب مخصصا في الأصل لمباريات الفريق المحلي الفتح الرباطي، ولكنه أصبح قادرا على استضافة مباريات دولية بعد زيادة الطاقة الاستيعابية وتحسين جودة العشب. سيشهد الملعب مباريات المنتخب الجزائري في دور المجموعات ضد السودان وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية، ما يجعله مكونا أساسيا من مشهد البطولة في العاصمة.
ملعب البريد – الرباط
تم إعادة تأهيل ملعب البريد في حي أكدال وسط العاصمة الرباط من أجل استضافة نهائيات كأس أفريقيا. ولا تزال الأشغال متواصلة بالملعب ليضم نحو 18 ألف مقعد، بتصميم عصري يستجيب للمعايير التي حددها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم. ويستضيف الملعب مباريات دور المجموعات فقط.