كشف تحقيق لصحيفة مشاوير عن ارتفاع كبير في المنازل المعروضة للبيع بالخرطوم، خصوصًا في أحياء الطائف والرياض والمنشية، فيما أكد سماسرة أن الطلب ضعيف، مع توجه المشترين نحو شرق النيل حيث الأسعار أقل بكثير مقارنة بجنوب الخرطوم.
وقال الصادق، وهو مسوّق عقاري بشرق النيل، إن حركة البيع ملحوظة وأن العروض تتركز في كافوري والنصر والهدى، لافتًا إلى أن الأسعار لم تتغير كثيرًا لكن القوى الشرائية ضعيفة. وفي السياق، أوضح عشم – صاحب مكتب تسويق – أن معظم العروض تخص تجارًا اعتادوا بناء وبيع العقارات كاستثمار، وليس لمواطنين هاجروا أو غادروا نهائيًا.
بالمقابل، ذكر سمسار فضل حجب اسمه أن بعض سكان الأحياء الراقية غادروا إلى الخارج واستقروا هناك بعد تحسن أوضاعهم، مستشهدًا بسيدة باعت منزلها بالمنشية وانتقلت إلى القاهرة حيث نجحت في مجال العقارات. وأكد سمسار آخر أن المعروض يفوق الطلب بكثير بسبب فقدان التجار لرؤوس أموالهم، ما دفعهم للبيع والشراء في مناطق أقل تكلفة. وأشار إلى أن أسعار المنازل بشرق النيل تتراوح بين 100 و200 ألف دولار، بينما تصل بجنوب الخرطوم إلى 500 ألف دولار.
من جانبه، قال المواطن خالد أحمد، النازح إلى حلفا الجديدة، إنه عرض منزله بأبو آدم للبيع بعد أن استقر بأعمال زراعية هناك.
اقتصاديًا، أرجع د. عادل محمد الظاهرة إلى الحرب والنزوح وانعدام الأمن الغذائي وشح السيولة، مؤكدًا أن الأزمات الاقتصادية وهجرة رؤوس الأموال خفّضت الطلب. فيما دعا الخبير محمد الناير المواطنين لعدم بيع عقاراتهم إلا لحاجة ملحّة، محذرًا من جهات مسلحة تسعى لشراء المنازل لتعويض ما لم تنله بالسلاح.