خارجية جنوب السودان تنفي تداول عملتها في دارفور وكردفان وسط تفاقم أزمة السيولة

مشاوير - وكالات

نفت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في جنوب السودان، الخميس، تقارير إعلامية تحدثت عن استخدام الجنيه الجنوب سوداني في إقليمي دارفور وكردفان بالسودان، خصوصاً في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، مؤكدة عدم وجود أي أدلة رسمية تدعم هذه المزاعم.

وزارة خارجية جنوب السودان

أزمة نقدية وضغوط سياسية

يأتي هذا النفي في ظل تفاقم أزمة السيولة النقدية داخل جنوب السودان، والتي دفعت نواباً في البرلمان إلى المطالبة بتدخل عاجل، وصل إلى حد اقتراح تغيير العملة الوطنية لاسترداد الأموال المكدسة خارج القطاع المصرفي.

وقال النائب شاقور أجاك، ممثل تحالف المعارضة “سوا”، إنه تلقى إفادات من مصارف محلية تشير إلى أن كميات كبيرة من الجنيه الجنوب سوداني متداولة في مناطق سيطرة الدعم السريع بدارفور وكردفان، وهو ما اعتبره أحد أسباب شح السيولة في جوبا. كما اتهم تجاراً من دارفور ينشطون في جنوب السودان بتهريب العملة عبر الحدود، من دون تقديم أدلة تثبت ادعاءاته.

عملة جنوب السودان

شهادات ميدانية متناقضة

بعض المواطنين في غرب كردفان أشاروا إلى أنهم يستخدمون الجنيه الجنوب سوداني في معاملاتهم اليومية، وقال أحد السكان: “أحمل الآن جنيهات جنوب سودانية وأشتري بها ما أحتاجه هنا”.

في المقابل، نفى سكان في مدينة نيالا بجنوب دارفور استخدام العملة الجنوب سودانية في أسواقهم، باستثناء بعض المناطق الحدودية مع جنوب السودان مثل الرقيقبات بشرق دارفور.

البنك المركزي جنوب السودان

رد وزارة الخارجية

بدوره، قال فيليب جادا ناتانا، المدير العام للعلاقات الثنائية بوزارة الخارجية، إن الحكومة لم تتلق أي تقارير رسمية تؤكد تداول العملة في السودان. وأضاف: “ليس لدينا دليل واضح على استخدام عملتنا في مناطق سيطرة الدعم السريع، كما أن غياب وجود حكومي رسمي هناك يجعل من الصعب التحقق من هذه المعلومات”.

وأوضح جادا أن الحكومة، حتى في حال صحة هذه التقارير، لا تملك السيطرة الكاملة على حركة عملتها خارج حدودها، مشيراً إلى تجارب سابقة خلال حرب التحرير، عندما كانت أجزاء من جنوب السودان تستخدم عملات أجنبية مثل الشلن الكيني والأوغندي والفرنك الكونغولي.

كردفان

حذور الأزمة

ورأى جادا أن أزمة السيولة الحالية لا ترتبط بتسرب العملة عبر الحدود بقدر ما ترتبط بانعدام الثقة في النظام المصرفي المحلي. وأوضح أن عدداً كبيراً من المواطنين يفضلون الاحتفاظ بأموالهم في المنازل بدلاً من البنوك، إلى جانب ضعف إقبالهم على استخدام منصات الدفع عبر الهاتف المحمول والخدمات الرقمية الأخرى بسبب نقص المعرفة بها.

نقلاً عن راديو تمازج

Exit mobile version