في أجواء استثنائية جمعت العواصم العربية والإسلامية تحت سقف واحد، تحولت الدوحة مساء الاثنين إلى مسرح لوحدة نادرة، حيث خرج القادة ببيان ختامي غير مسبوق في لهجته، محملًا برسائل تضامن مع قطر وإدانات واسعة للعدوان الإسرائيلي الأخير.
البيان لم يكن مجرد سرد لمواقف، بل بدا وكأنه محاكمة سياسية علنية لإسرائيل، إذ اعتبر الاعتداء على قطر هجومًا على الأمة جمعاء، ومحاولة فجة لإسكات صوت الوساطة القطرية الذي ظل حاضرًا في أزمات المنطقة.
وأكد القادة في نصوص البيان:
أن قطر تعاملت مع الهجوم “بحكمة ورقي” يعكسان صورة الدولة المسؤولة.
أن أمن الدوحة هو خط أحمر لا يقل قدسية عن أمن أي عاصمة عربية أو إسلامية.
أن العدوان يمثل انتهاكًا للقانون الدولي وتقويضًا لجهود السلام.
أن إسرائيل تجاوزت حدود القوة إلى “العنجهية الفاضحة”، كما وصفها أحد القادة.
الأمير تميم بن حمد آل ثاني، الذي افتتح القمة بكلمة مؤثرة، وضع النقاط على الحروف حين قال إن الهجوم الإسرائيلي “غادر وجبان” وإن حرب غزة تحولت إلى إبادة مكتملة الأركان.
ولم تخلُ كلمات القادة من تصعيد سياسي:
أحمد أبو الغيط تحدث بحدة عن “تجاوز إسرائيل لكل مبدأ إنساني”، مطالبًا بتحرك جماعي.
أنور إبراهيم من ماليزيا دعا إلى تجفيف منابع القوة الإسرائيلية بقطع العلاقات التجارية والدبلوماسية.
رئيس وزراء باكستان شهباز شريف وصف الاعتداء بأنه “رسالة عن طموحات إسرائيل للهيمنة”، معلنًا استعداد بلاده للعمل ضمن جبهة مشتركة عربية-إسلامية.
بينما أكد البرهان أن ما حدث في الدوحة “جرس إنذار للعالم بأسره”.
القمة، التي وُصفت بأنها أكبر تجمع عربي-إسلامي منذ سنوات، لم تكتف بالإدانة، بل وضعت خطة للتحرك عبر مجلس الأمن، وفتحت الباب أمام عقوبات دبلوماسية واقتصادية، في خطوة تُعيد خلط أوراق المشهد الدولي.
وهكذا خرجت الدوحة لا كعاصمة مستهدفة فحسب، بل كمنصة جمعت وجدان العرب والمسلمين في مواجهة واحدة، لتُكتب سطور جديدة في دفتر العلاقة المتوترة مع إسرائيل.