الخرطوم بين شُح الدواء وتفشي الأوبئة: البندول نادر و(الضنك) تفتك بالضحايا

الخرطوم - منهل موسي 

تشهد العاصمة الخرطوم هذه الأيام وضعاً صحياً بالغ الخطورة، إذ تتقاطع أزمتان متزامنتان: تفشي مرض الضنك والحمى الفيروسية من جهة، وشح دربات البندول واحتكارها من جهة أخرى، لتكتمل صورة أزمة صحية خانقة يدفع ثمنها المواطن البسيط.

انتشار الضنك والحمى في بيئة منهكة

مع تزايد هطول الأمطار وتردي شبكات الصرف الصحي، تحولت المياه الراكدة إلى بؤر مثالية لتكاثر البعوض، مما أدى إلى انتشار غير مسبوق لحمى الضنك والملاريا في أحياء عديدة من الخرطوم. المستشفيات باتت تستقبل يومياً عشرات الحالات المشتبه بها، فيما يفتقر المواطنون إلى التوعية والوسائل الوقائية.

المرض الذي يُعرف شعبياً بـ “حمى العظم المكسور” يسبب ارتفاعاً شديداً في الحرارة وآلاماً مبرحة في المفاصل والعضلات، ما يجعل الحاجة إلى محاليل وخافضات حرارة مثل دربات البندول أمراً لا غنى عنه.

أزمة البندول.. كارثة مضاعفة

غير أن المفارقة المؤلمة أن الدواء الأكثر احتياجاً في هذه الظروف يكاد يكون معدوماً. شح دربات البندول بالصيدليات والمستشفيات جعل المرضى وأسرهم في مواجهة مأساة إضافية. وفي الوقت الذي كان يُفترض أن يكون الدواء متاحاً وميسراً، سيطر الاحتكار والسوق الأسود على المشهد، فارتفعت الأسعار إلى مستويات تفوق طاقة المواطنين.

تفاقم المضاعفات الخطيرة لمرضى الضنك والملاريا بسبب غياب العلاج المناسب.

زيادة اعتماد المرضى على مسكنات عشوائية غير آمنة.

ارتفاع نسبة الوفيات وسط الأطفال وكبار السن، الفئة الأكثر هشاشة.

بينما يفتك الضنك بمرضاه، ويُرهق المواطنون بحثاً عن درب البندول، يبقى السؤال قائماً: هل يتحرك المسؤولون قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة صحية شاملة تعصف بما تبقى من النظام الصحي في الخرطوم.

Exit mobile version