دخل رجال دين أفارقة إلى الساحة لحشد طاقات المتدينين من أجل وقف الحرب السودانية، وبالتزامن مع “اليوم العالمي للسلام”، نظم المجلس الأفريقي للزعماء الدينيين (أديان من أجل السلام) بالتعاون مع منظمة الاعتدال للحوار وبناء السلام ومناهضة التطرف فعالية تضامنية مع الشعب السوداني، وأطلقت أكثر من 100 مؤسسة دينية ومدنية من مختلف أنحاء إفريقيا نداءً موحداً من العاصمة الكينية نيروبي لوقف الحرب في السودان.
وعدّ القادة الدينيون أزمة الحرب السودانية “جرحاً مفتوحاً في جسد أفريقيا”، ودعوا السودان بالسلام والاستقرار بإقامة الصلوات والقداسات والدعاء، وكذلك توجيه الرسائل للمطالبة بوقف الحرب وإنهاء معاناة المدنيين السودانيين الناجمة عن الصراع المسلح الذي دخل عامه الثالث.
وأكد الزعماء الدينيين أن ضمير إفريقيا الروحي والمدني يرفض استمرار سفك الدماء، ويدعو إلى سلام شامل وعدالة جامعة.
السلام أولوية
في السياق قال المبعوث الخاص للهيئة الحكومية الدولية التنمية (إيغاد) لورنس لورياندى إن “الهيئة ترى فى الأزمة السودانية تهديداً مباشراً للاستقرار الإقليمى، مشيراً إلى أن استمرار القتال يضاعف الأوضاع الإنسانية ويقوّض فرص التنمية.
وأوضح أن دعم “إيغاد” لبيان الرباعية ينبع من قناعة بأن لا حل عسكرياً للأزمة، وأن العودة إلى الحوار هى الخيار الوحيد الممكن.
رسائل هامة
بدوره يقول أحد القساوسة: “لا معنى للاحتفال بيوم السلام بينما أطفال السودان ينامون على أصوات المدافع، رسالتنا أن يضع الأطراف السلاح جانباً.
كما شدد أحد الأئمة على أن الإسلام يحض على حفظ الأرواح، مستشهداً بآيات قرآنية تدعو لنبذ الفتنة والاقتتال. وأكد أن من يعرقل طريق السلام يتحمل وزر الدماء التى تسفك.
أصوات التغيير
ممثلو منظمات المجتمع المدنى شددوا على ضرورة أن تُمكَّن الأصوات الشعبية من المشاركة فى العملية السياسية، مؤكدين أن السلام لن ينجح ما لم يُبنَ على العدالة والمساءلة.
إحدى الناشطات فى مجال حقوق المرأة، أشارت إلى أن النساء فى السودان هن الأكثر تضرراً من الحرب، لكنهن أيضاً الأكثر استعداداً للعمل من أجل السلام، كما شدد ممثلو الشباب على أن الأجيال الجديدة لن تقبل سلاماً هشاً يعيد إنتاج الأزمة.
تحدي مصيري
البيان الختامي الصادر عن المجلس الأفريقي للزعماء الدينيين (أديان من أجل السلام) ومنظمة الاعتدال للحوار وبناء السلام ومناهضة التطرف، شدد على أن السودان لم يعد مجرد أزمة وطنية، بل أصبح تحدياً مصيرياً لأفريقيا كلها وفرصة تاريخية لإعادة بناء السلام من الجذور في السودان الذي عاني من الصراعات والحروب والاضرابات السياسية.
ودعا المشاركون إلى وقف فوري وشامل للقتال وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، إلى جانب إطلاق عملية سياسية شاملة تمثل جميع مكونات الشعب السوداني المؤمنة بالحرية والسلام والعدالة.
وأكد القادة الدينيون والمنظمات علي وحدة السودان أرضاً وشعباً، كما أدان البيان تصاعد خطاب الكراهية والتضليل الإعلامي، مطالباً الإعلاميين والناشطين ومنظمات المجتمع المدني برفع صوتهم بالحقيقة والسلام، ومشيداً بشجاعة الصحفيين والناشطين الذين يواصلون نقل معاناة المدنيين رغم التحديات التي تواجههم.
وأكد البيان أن السلام الحقيقي لا يُفرض من فوق، بل يُبنى من القاعدة، داعياً إلى إشراك الشباب والنساء في كل مراحل التفاوض.
تنسيق دولي
كما دعا إلى تنسيق إقليمي تقوده المؤسسات الدينية بالتعاون مع ايغاد والاتحاد الأفريقي لصالح وقف نزيف الدماء ووضع حد لمعاناة الملايين من السودانيين.
واختتم المشاركون بتجديد التزامهم بأن يكونوا صوتاً للسلام والوحدة والتماسك الاجتماعي وجسوراً للتضامن ومنصةً للمحبة.
واكدوا علي تجديد التزامهم بأن يكونوا صوت السلام والمحبة في القارة من أجل السودان.