بيحا ألامين، فنانة سودانية ومغنية، بتشوف في الفن وسيلة للتعبير والمقاومة وبناء السلام. بدت رحلتها مع الغناء في كورال جامعة الرباط، ثم واصلت مشوارها الفني، وكانت عضواً في مجموعة “ساورا” الغنائية. أسست مركز ومقهى “ماريل” الثقافي في الخرطوم، قبل ما تجبرا الحرب على الإقامه في كمبالا ومن هنا تقرر تواصل مسيرتها الفنية.
بيحا بتقول إن علاقتها بالموسيقى قديمة، لكن الشرارة الحقيقية ولعت لما غنّت لأول مرة قدام جمهور في الجامعة: “حسيت بإحساس ما قدرت أعرّفو جواي لحد اللحظة دي… بعدها عرفت إنو دا أكتر شي بخليني حقيقية.”
بالنسبة لبيحا، الغناء في زمن الحرب ما مجرد فعل إبداعي لا بل هو فعل مقاومة: “مقاومة للقبح، والموت، والاستسلام… الفنون هي اللافتة الوحيدة الممكن تنضوي تحتها الشعوب من غير محاكمات ولا اتهامات، وهي بتجمعنا أكتر من البيفرقنا.”
في تجربتها الأخيرة، شاركت بيحا في كليب “سميرة”، الاعتبرتها من اكتر الاوقات المؤثره في حياتها “شدتني الفكرة ذاتها، إنو نغني للسودان ونبث أشواقنا وأحلامنا، ونتمنى سميرة ترجع بيتها ووطنها وحضن أهلها.”
دايما بيتوصف صوت بيحا انو “هادئ وحاد” في وقت واحد ” لانها ببساطة بتشوفو صوت صادق”طالع من جواي، وأي حاجة ما مؤمنة بيها وحاساها مية في المية أبداً ما بغنيها.” موضوعاتها المفضلة تتراوح بين الحب، الفقد، الوطن، الحنين، الحرية، والهجرة، إضافة إلى قضايا النساء واللجوء.
بيحا إتأثرت بأصوات سودانية زي شرحبيل أحمد، مصطفى سيد أحمد، عبد العزيز العميري، وحنان النيل، وبأيقونات عالمية مثل فيروز وأريثا فرانكلين: “كل صوت صادق أثر فيني بطريقته.”
بيحا بتواجه تحديات قاسية كامرأة سودانية فنانة في المنفى: “أكتر تحدي هو العزلة والغربة في مكان مختلف ثقافته ولغته عني، لكن دا بخليني أصر أكتر.”
ورغم هذه الصعوبات، بيحا بتشوف مستقبل واعد للأغنية السودانية: “في تجدد كبير، وفي أصوات جديدة بتكسر النمط وبتقدم رؤى مختلفة… بحاول أكون جسر بين هنا وهناك.”
وفي رسالتها لجمهورها في السودان والشتات، بيحا بتدعي لي الحب والتعايش: “خلونا نحب بعض ونتعايش… السلام ببدأ مننا نحنا، من قلوبنا. خلونا نغني للسلام والمحبة والوِصال، ما للحرب والعنف والانفصال.”
وبتستشهد بكلمات الشاعر حميد: “اعصروا على بعض ساريتنا لا تنهار، صفاً واحداً كالنيل وقلباً حار.”