في أجواء مفعمة بالتراث والفرح والابتكار، أُقيمت فعالية سوق النساء الشامل خلال الأيام الثلاثة الأولى من شهر أكتوبر، تزامنًا مع شهر المرأة، لتُجسّد معاني التمكين والإبداع والريادة التي تميز المرأة السودانية على مر العصور.
شارك في السوق أكثر من مائة امرأة من مختلف احياء ومحليات كسلا، اجتمعن تحت سقف الإبداع والمثابرة، ليقدمن خلاصة تجاربهن في مجالات التسويق والإنتاج المنزلي وريادة الأعمال. فكانت الفعالية مساحة رحبة للالتقاء، وتبادل الخبرات، وفتح نوافذ جديدة للعرض والترويج، وإبراز الدور الكبير الذي تلعبه المرأة في دفع عجلة الاقتصاد الوطني.
أُقيمت الفعالية في حديقة السلام، تلك الجوهرة الخضراء التي تتوسط المدينة،
وتُعد من أجمل الحدائق التراثية في السودان. احتضنت الحديقة زوار السوق
بين أفيائها الظليلة ومجسماتها التاريخية
التي تُعيد الزائر إلى عمق الذاكرة السودانية، حيث اجتمعت في مكان واحد ملامح من بيوتات السودان الأصيلة:
البيت النوبي، وبيت الشعر، وبيت البجة، وبوابة سواكن، إلى جانب متحفٍ زاخر بالمقتنيات التراثية، وصالة إلكترونية حديثة تعكس روح التطور والانفتاح..
تميز موقع الحديقة بوسط المدينة بسهولة الوصول إليها من جميع الاتجاهات، مما شجع على حضورٍ واسعٍ من الزوار والمهتمين. كما كان لتعاون إدارة السياحة دور محوري في تنظيم الفعالية وتوفير كل التسهيلات اللازمة لإنجاحها، في صورةٍ مشرّفة للتكامل
بين الجهود الرسمية والمجتمعية.
لقد شكّل سوق النساء الشامل لوحةً نابضة بالحياة، جمعت بين عبق التراث السوداني الأصيل وروح العصر الحديث.. تنوعت المشاركات بين معروضات الأسر المنتجة، والمشغولات اليدوية، والمنتجات الغذائية المحلية، والأزياء التراثية، والأعمال الفنية والإبداعية التي تحمل بصمات أنثوية رصينة ومليئة بالجمال والإلهام.
ويأتي هذا الحدث تأكيدًا على مكانة المرأة السودانية التي ظلت على الدوام رمزًا للعطاء والصمود، ومصدرًا للجمال والإبداع. إنها تاجوج كسلا، تلك التي شربت من توتيل عِزّةً وجمالاً، وحملت في ملامحها روح السودان النقية وكرم أهله وعراقة أرضه.
ختامًا، ابارك هذا النجاح الباهر، واثمّن كل الجهود التي ساهمت في تحقيقه،، والمشاركات اللاتي أضأن المكان بحضورهن وإبداعهن.
ونؤكد أن مثل هذه الفعاليات ليست مجرد أسواق، بل رسائل أمل وترسيخ تُعيد للمرأة مكانتها في صدارة التنمية، وتُبرز دورها في بناء مستقبلٍ أكثر إشراقًا لوطنها.