ليبيا: إبراهيم الكوني.. فيلسوف الصحراء مرشح لجائزة نوبل في الأدب 2025
مشاوير – وكالات
يُعدّ الروائي الليبي إبراهيم الكوني واحداً من أبرز الأصوات الأدبية العربية التي عبرت حدود المكان والزمان، ليصبح “فيلسوف الصحراء” الذي حوّل رمالها إلى نصوص نابضة بالحياة، تتقاطع فيها الأسطورة بالحكمة، والروح بالاغتراب. أعماله التي تجاوزت الثمانين كتاباً تُرجمت إلى لغات عالمية، فيما تحتفظ مكتبة نوبل بـ31 مؤلفاً له، وهو رقم استثنائي في مسيرة أي كاتب عربي.
ولأن الكوني لا يكتب روايات فحسب، بل يترك وراءه حِكماً وأقوالاً تصلح أن تكون مفاتيح لفهم الإنسان والوجود، فقد أصبحت اقتباساته مادة متداولة بين القرّاء والباحثين.
يُعدّ الروائي الليبي إبراهيم الكوني المرشح لجائزة نوبل في الأدب 2025 واحداً من أعمدة الأدب العربي المعاصر، تميّز بإنتاج غزير وأسلوب فريد يستلهم الرموز والدلالات ذات الطابع الصوفي. نشأ الكوني في بيئة صحراوية أمازيغية تركت بصمتها العميقة على أعماله، فحوّل الصحراء إلى فضاء فلسفي وإنساني نابض بالمعاني.
وُلد عام 1948 في
مدينة غدامس، ثم انتقل إلى موسكو لدراسة الأدب، قبل أن يخوض تجربة العمل في الصحافة والترجمة، ليكرّس حياته لاحقاً للكتابة والإبداع الأدبي.
أشهر اقتباسات الكوني
الإنسان والوجود
“ما الإنسان إلا حلم. الإنسان لا يعود إنساناً إذا مات في قلبه الحلم!”
“نهلك بما نعشق، ونحيا بما نخاف.”
“شقيّ من لا يحسن الكلام، والأشقى منه من لا يحسن السكوت.”
هذه العبارات تكشف عن رؤية الكوني للإنسان ككائن هش، يتأرجح بين الحلم والخوف، بين الكلام والصمت، في رحلة وجودية لا تنتهي.
الحرية والعبودية
“السافل عبدٌ عندما يفقد، طاغيةٌ عندما ينال!”
“أرذل ضروب العبودية: عبودية نختارها بأنفسنا.”
“لا خير في أمةٍ تولّي زمام أمرها لنفوسٍ هاجسها العبودية.”
هنا يضع الكوني إصبعه على جرح الحرية، مؤكداً أن الاستبداد ليس قدراً مفروضاً، بل خياراً قد يقبله الإنسان حين يرضى بالعبودية.
الحب والاغتراب
“يقال إننا نصير جزءاً من كل شيء أحببناه أكثر مما ينبغي.”
“القُرب في الحب هو مقبرة له، والزمن تميمة تُبطل سحره.”
“ما أشقى من يهب قلباً هذه الأيام! وما أشقى من لا يملك سوى قلبه!”
الحب عند الكوني ليس رومانسية عابرة، بل امتحان وجودي، قد يتحول إلى لعنة إذا لم يُصن بالمسافة والوعي.
الحكمة والاغتراب الكوني
“الصبر هو التعويذة الوحيدة ضد البلاء.”
“كل خسارة تهون إذا ما قورنت بخسارة الوقت.”
“العطاء ليس رهين الوفرة في الملكية، ولكنه رهين ثراء الروح.”
هذه الحكم تكشف عن نزعة صوفية في فكر الكوني، حيث يصبح الصبر والعطاء والزمن مفاتيح لفهم معنى الوجود.
إبراهيم الكوني ليس مجرد روائي، بل حكيم معاصر صاغ من الصحراء فلسفة كاملة، ومن التجربة الإنسانية مرآة للكون. اقتباساته ليست جُملاً عابرة، بل نصوصاً مكثفة تختصر مسيرة إنسان يبحث عن المعنى وسط التيه.
ولعل سرّ خلود كلماته أنه لا يكتب عن الصحراء كجغرافيا، بل كرمز للفراغ الوجودي الذي يسكن كل إنسان، حيث يصبح الأدب محاولة دائمة لملء هذا الفراغ بالمعنى.