صرح المستشار الاميركي مسعد بولس لقناة الشرق بالأمس قائلاً “إن واشنطن كانت تؤاخذ الجيش السوداني بسبب المتطرفين، والعلاقة مع إيران، ونحن نعرف أن الجيش السوداني قطع علاقته مع إيران منذ فترة، واتخذ مجموعة من الخطوات الجيدة بشأن ما تبقى من المتطرفين من النظام السابق، وهذه خطوات جيدة نحو تحسين هذه العلاقة”.
الحقيقة التي لا تقبل أي جدال مهما حاول البعض إثارة الغبار حولها هي أن العائق الذي يحول دون تحقيق السلام في السودان هو عناصر النظام السابق.
والواضح أن قيادات في الجيش قطعت على نفسها تعهدات بفك الارتباط بين القوات المسلحة والمؤتمر الوطني، وهو أمر مطلوب لمصلحة السودان ولمصلحة القوات المسلحة نفسها.
هذا الأمر يؤكد بجلاء بطلان أكاذيب دعاة الحرب ومحاولتهم تصويرها كحرب سيادة للبلاد او استرداد لكرامتها. هذا محض كذب لن يفلح التكرار والبذاءة في تحويله لحقيقة.
هذه حرب النظام السابق لاستعادة الهيمنة على البلاد والانتقام من كل ما له علاقة بثورة ديسمبر المجيدة، والطريق للسلام ولإنهاء هذا الكابوس هو إفشال هذا المخطط وفضحه وليس التعامي عنه.
ستضع الحرب في السودان أوزارها يوماً ما عبر إزاحة العامل الرئيسي الذي اشعلها وعمل على استمرارها وهو المؤتمر الوطني وحركته الإسلامية، ولكن حينها سيستيقظ الكثيرون ليروا حجم الدمار الذي حدث وصعوبة الطريق نحو استعادة ما خسرته البلاد وأهلها.
وسيكون السؤال حينها هل استمرار تسلط هذه الجماعة على رقاب الناس يستحق حريق البلاد بأسرها؟!
اخترنا نحن طريقاً شاقاً هو قول الحق مهما كانت كلفته، فأمان بلادنا وسلامة وكرامة شعبها تستحق هذه المشقة، فلا يظنن أحد اننا سنعود من منتصف الطريق. لم يحدث هذا من قبل ولن يحدث أبداً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.