لم تعد مسألة الوصول إلى دور المجموعات في دوري أبطال أفريقيا تشكل لنا فرحة استثنائية في النادي الأزرق، بل حتى أن مسألة انتظار مباريات ونتائج الدور التمهيدي والدور الأول “قاعد تحرق روحنا” لحين الوصول إلى دور المجموعات وانتظار مبارياتنا على الـ”بي إن سبورت” الجميلة، وهي النقطة التي استيقن أهل الهلال أنها نقطة البداية الحقيقية لعملاق السودان وممثله الوحيد، وموزع بطاقات المشاركة “صحبة راكب” لأندية السودان، المجتهدة منها “والنايمة في العسل” في انتظار موسم تمهيدي جديد..!!
الخبر عندي هو ليس أن الهلال عبر الجاموس والبوليس الكيني، هذا ليس الخبر، بل الخبر هو أن يعطل أحدهما الهلال في مشوار الأبطال، وهنا يمكن أن تقف الكرة الأرضية، ويمكن أن تبتهج الأسماك الملتصقة بعملاق البحر، لأن الحوت قد غرق، وما تدري أن “أمورها ح تجوط” بغرق الحوت، لأنهم يعيشون على ظله، “هذا الأمر لا علاقة له بمانشيت إحدى الصحف الأفريقية التي قالت إن المريخ يعيش على ظل الهلال ومنها تم تسمية الوصيف بالضل الوقف ما زاد” كما غناها فنان أفريقيا الأول الهلالي الغيور محمد وردي رحمة الله عليه..!!
لن نحتفل بالأمر بل سنمضي إلى أمور مهمة، أبرزها هو سلبية الاتحاد في إيجاد دوري سوداني خالص يحتضن كل الأندية في السودان في دوري واحد، وفي مكان واحد، أو على طريقة الذهاب والإياب في الولايات الآمنة، الاتحاد لم يتحرك خطوة واحدة صوب ملاعبه لإعادة تأهيلها وتجهيزها للعودة لاستقبال المباريات، فإذا وضعنا في الاعتبار أن القمة قادرة على إعادة تأهيل ملاعبها وصيانتها من الدمار الذي لحق بها، فإننا نسأل الاتحاد عن صمته في إعادة تأهيل الملاعب الأخرى، سواء ملعب استاد الخرطوم العريق، أو ملعب دار الرياضة أم درمان، أو ملعب ود نوباوي أو استاد التحرير، وغيرها من الملاعب التي من الممكن أن تكون حلاً في هذه الفترة لقيام الدوري..!!
أحيانا يصدر الاتحاد للناس إحساس أنه يريد أن يتخلص من القمة، لأنها الوحيدة القادرة على مجابهته وإفشال خطط “عطايا المزين” التي يمنحها الاتحاد للأندية التي تشارك في الممتاز بنظام المجموعات، الاتحاد الذي يرمي بثقله على الولايات المستضيفة، ويجعلها تتحمل نفقات السكن والإعاشة والترحيل، ثم يبخل على الاتحادات المضيفة ببعض الدعم، وهو ما يجعلنا نطرح سؤالاً موضوعياً وهو: بأي قوة عين يضع هذا الاتحاد الأنظمة والقوانين التي تحكم أندية لا يقدم لها شيئاً سوى العقوبات ومحاباة الأندية التي تملك صوتاً ومقعداً في مجلس إدارته، ولعل الشواهد على ذلك كثيرة ولا تحتاج إلى كثير اجتهاد..!!
صارت أنديتنا الكبيرة مبعثرة في دول أفريقيا الصديقة للمشاركة في دورياتها، فإذا وجدنا للهلال العذر والسبب الذي يجعله يبحث عن تجارب قوية لما يواجهه في دوري أبطال أفريقيا من تحديات، وكونه الممثل الوحيد للسودان والذي يحق له أن يكون في أتم الجاهزية، فما الذي يدعو الاتحاد لقبول طلب المريخ المشاركة في دوري خارج السودان، وكذلك الأهلي مدني، ولماذا لا تبرمج مبارياتهما في الدوري السوداني مع بقية الأندية التي ليس لديها مسئوليات خارجية “زي الهلال”..؟؟
نعتقد أن هذا الوضع مجحف بالنسبة لبقية الأندية، وسيدخل المريخ والأهلي مدني مرحلة النخبة وهم في أتم الجاهزية لأنهم استعدوا في دوري آخر، بينما تكابد بقية الأندية الأمرين من أجل توفير بيئة صالحة للاعبيها، وهنا تنتفي مسألة التساوي في الفرص، وتبقى العدالة “حنك ساي” لأنها محكومة بأندية “عاطلة” تتاح لها فرصة المشاركة في دوريات خارجية، وأندية “مسكينة وساكتة عن حقها” تدفع ثمن فقرها بسبب سياسة اتحاد يحترم المال، ولا يحترم العدالة..!!
السماح بمشاركة الهلال في دوري رواندي أو موريتاني أو ليبي هو دعم لممثل الوطن الوحيد في منافسات الكاف، أما مشاركة المريخ والأهلي مدني في دوري خارجي على حساب بقية الأندية الفقيرة فـ”ده كلام ما راكب عدلو” ، ومن يهن يسهل الهوان عليه يا أندية مجموعات الممتاز ونخبتها..!!
كان الكيماوي عبدو إبراهيم، قطب الميرغني كسلا الفخيم، أول من استجاب لندائنا بالوقوف مع مجلس الميرغني لتجاوز هذه المرحلة وإعادة قيد اللاعب جدو، وإكمال عملية التسجيل الالكتروني في السيستم، عبدو إبراهيم الكيماوي يظل على الدوام رمزاً من الرموز الذين لا يقفون أمام مصلحة الأنيق مكتوفي الأيدي، لذلك لم يكن غريباً أن يلتقط القفاز، وسيسمع أحباب الأنيق كل الخير..!!
فاز الهلال على البوليس بالجمعة وتأهل..!!
وفلانة ماتت يوم الجمعة الفاتت..!!
اللهم اغفر لي ولوالدي.. رب ارحمهما كما ربياني صغيراً..!!
أقم صلاتك تستقم حياتك..!!
صلّ قبل أن يصلى عليك..!!
ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!
