قالت مسؤولة في الهلال الأحمر السوداني إن “ثلاثة من المتطوعين ظهروا في مقطع فيديو وهم يتعرضون للضرب من رجل يرتدي زياً عسكرياً، كانوا ضمن من قتلوا في وقت لاحق، مضيفة أن الواقعة تسلط الضوء على ضرورة احترام العاملين في المجال الإنساني.
وذكر “الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر” الأسبوع الماضي أن خمسة من العاملين في توزيع الغذاء بمدينة بارا في ولاية شمال كردفان وسط البلاد قتلوا أثناء سيطرة قوات الدعم السريع شبه العسكرية على المنطقة الأسبوع الماضي، وقال مكتب “مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان” إنه يتعامل مع الوفيات على أنها عمليات إعدام محتملة بعد إجراءات موجزة، في ظل تقارير عن انتهاكات خطرة في المنطقة وغيرها من الأماكن التي استولت عليها قوات الدعم السريع خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأظهر مقطع الفيديو المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي رجلاً يستجوب المتطوعين الذين كانوا يرتدون سترات حمراء، ويضربهم بالعصي مراراً ويتهم أحدهم بأنه جندي، فيما لم تتمكن “رويترز” من التحقق من صحة الفيديو بشكل مستقل.
وأكدت الأمين العام لـ “جمعية الهلال الأحمر السوداني” عايدة السيد لـ “رويترز” أن ثلاثة ممن ظهروا في الفيديو كانوا ضمن خمسة قتلوا في وقت لاحق، وذكرت أنهم كانوا ضمن مجموعة أكبر من المتطوعين الذين احتجزوا ليكونوا رهائن، لكن بعضهم تمكنوا من الفرار وكان من بينهم اثنان قفزا من مركبة متحركة ولا يزالان مفقودين، مضيفة خلال مقابلة من بورتسودان “نحن هنا لمساعدة الشعب السوداني في هذا الصراع المأسوي، وبالتالي نتمنى أن يحترم الجميع الهلال الأحمر السوداني”.
وفيما فقد الهلال الأحمر السوداني 21 عاملاً حتى الآن في الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين ونصف العام، لم تحمل عايدة السيد أية جهة المسؤولية، وأحجمت عن التعليق على ما إذا كان أحدث القتلى قد أُعدموا، وقالت إن فرقها من مدينة الفاشر غرب إقليم دارفور، والتي سيطرت عليها قوات الدعم السريع في أواخر أكتوبر الماضي، وصلت بأمان إلى مليط وطويلة، لكنها عبرت عن قلقها على حياة آلاف المدنيين النازحين، وأردفت تقول “سيموتون من الجوع والعطش لو فروا من طريق الصحراء”.
من جهتها نفت قوات “الدعم السريع” اتهامها بتنفيذ عمليات إعدام بعد إجراءات موجزة، ووصفت في وقت سابق الروايات حول عمليات القتل بأنها “تضخيم إعلامي” من الجيش والمقاتلين المتحالفين معه.
