
شهر مايو من كل عام، والذي يصادف بالتقويم الإثيوبي شهر يطلق عليه أسم شهر ” قنبوت”، وهو شهر الحراك والتحركات ولقربه من أخر شهور العام الإثيوبي، والذي يواكب الشهر التاسع، فهو الفاصل بين شهر يتم فيه إغلاق الميزانية والاستعداد للميزانية القادمة للعام الجديد.
ولمايو في إثيوبيا تاريخ طويل سيظل يخلد مهما حدث تغيير، فكانت في الحادي والعشرين منه عام 1991 هروب المقدم منقستو هيلي ماريام، الذي كان يقوم بحكم البلاد بقبضة من حديد، من خلال النظام العسكري الأحمر “1974-1991 “، وذلك بعد الأطاحة بالأمبراطور هيلي سيلاسي الأول “1913 – 1974 “أخر أباطرة إثيوبيا ، بعد ثورة الضباط بدات وكبارهم وانقلبت لصغارهم بعد الإطاحة بكبار الجنرالات أمثال أمان عندوم وغيرهم.
وفي العشرة الأواخر من مايو هرب منقستو من العاصمة أديس أبابا بعد أن أجتاحت تحركات الثوار كافة المدن القريبة من العاصمة، فترك اللوا تسفاي قبر كيدان خلفا له وغادر إثيوبيا، وتواجد حتي يومنا هذا في العاصمة الزيمبابوية هراري.
وفي اخر مايو “28 مايو 1991” كان أن تقدم الثوار “الجبهة الديمقراطية الثورة للشعوب الإثيوبية ” نحو أديس أبابا ليدخلوها في الثامن والعشرين منه، لتغيير النظام ، دارت في العاصمة معارك قوية في عدة أماكن، وذلك بعد أن هرب من هرب وتمسك الأخرون بالبقاء ليؤدي لتغير المشهد السياسي في البلاد.
وكان أن تم تغيير النظام من النظام العسكري الي نظام أخر، والإعلان عن تشكيل حكومة انتقالية تتكون من عدد من المكونات السياسية بقيادة رئيس الحكومة الإنتقالية ملس زيناوي.
وفي مايو كانت أحداث انتخابات 2005 الدامية التي أدت لخلافات كبيرة في ظل انتخابات تراشق فيها النظام والمعارضة في إثيوبيا، متهمين بعضهم البعض بعمليات التزوير وعدم الامتثال للنتائج، والكل يقر بأنه من أنتصر في الأنتخابات ، لتدخل البلاد دوامة دموية أدت لأحداث مؤلمة منها أحداث في جامعة أديس أبابا، ومناطق مختلفة في البلاد.
حراك مايو أو قنبوت كما يسمي بالتقويم الإثيوبي، هو ما أوصلنا اليوم لتلك التحركات التي نشهدها اليوم ،وهي تحركات يراها البعض تغيير وأخرون يرون أنه أنحدار سياسي ،قد يكون له تطورات وتغيرات مستقبلية قادمة وبقوة ، ومنا من يرى أنها ثمار 28 مايو ومهما اختلف حولها الجميع.
ولا ننسي أرتباط أسم حركة قبنوت سبات المعارضة ” حركة ال15 من مايو “، التي كان يقودها الدكتور برهانو نغا ، وزير التعليم الإثيوبي الحالي ، وهي حركة معارضة أئتلافية تكونت عقب أحداث مايو 2005 ، وكانت تتحرك من الأراضي الأريترية ، وظلت تعارض النظام الأثيوبي أنذاك “الجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الإثيوبية “، وقامت بعمليات بدعم من النظام الأريتري ، الي أن عادت الي البلاد عقب وصول أبي احمد لسدة الحكم، وكونت حزب جديد “حزب المواطنين الإثيوبيين من أجل العدالة الأجتماعية “.
ولم تكن تلك فسحب ففي عهد الأمبرطور منلليك الثاني كان لهذا الشهر العديد من التحركات التي دونها التاريخ ومحاولات عدة.
صحفي إثيوبي (*)