كشف الناطق الرسمي باسم تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) عن أن “الحرب هي مسؤولية السودانيين نتيجة لخلافات خاصة بالأجهزة الأمنية وتعدد الجيوش وعوامل أخرى كثيرة معقدة، لافتاً إلى أن “الدول الغربية ليست العامل الأساسي والأوحد لا في بداية الصراع المسلح ولا نهايته، وحال انتهاء الحرب التي ستكون عبر تفاهمات بين السودانيين أنفسهم، ويمكن للغرب أن يساعد و يسهم في حل الأزمة، لكنه ليس الفيصل الرئيس.
وأشار “الجاك” في حوار مع منصة (مشاوير) إلى أن “ورقة لجان المقاومة التي قدمت قبل الحرب كانت مرتبطة بطبيعة اللجان وتكوينها، والكل يتحاشى الإجابة على هذا السؤال، هل في لجان مقاومة في وقت تمت فيه عسكرة الحياة المدنية وانقسام المجتمع؟، واللجان توحدها ثلاثة أشياء، السكن ومقاومة النظام و التصعيد، والآن لا توجد أحياء لان المواطنين تشردوا واللجان نفسها انقسمت بين داعم للجيش و”الدعم السريع”، وما بين نازح ولاجئ، وهل فعلاً نستطيع الحديث عن وجود لجان بمعنى عملي على الأرض وكمخيلة سياسية ذات مشروعية اجتماعية إلا وهي الفكرة المقاومة التي برزت في التنظيم، ما لم يحصل تطور نظري وفلسفي حول اللجان وتطويرها في المستقبل.
وأضاف “الورقة كانت تجاوب على أسئلة حول طبيعة اللجان قبل الحرب لكن يمكن الاستفادة منها كإطار نظري لتحليل أوسع وهذا لا يعني أن المسألة قائمة كما هي (زي ما كانت).
فوارق كبيرة
ولفت الناطق الرسمي باسم تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية إلى أنه “لا ينظر لمسألة الانضمام إلى (تقدم) باعتبار أن لديه حزباً سياسياً، مردفاً “انتهت علاقتي بالعمل السياسي أواخر العام1999، عندما كنت في التجمع الوطني الديمقراطي، واحترم الناس التي لها علاقة بالأحزاب والعمل السياسي المباشر، والتقي مع هذه المجموعة من مبدأ أننا نلتقي في هدف وطني واحد وهؤلاء أناس نتفق و نختلف معهم في تطورهم أبناء الوطن الشرفاء ليس منهم من مد يده إلى المال العام، والتصورات الاجتماعية عن هذه المجموعة بأنها حكمت والدعاية التي خلقوها الكيزان عشان يعملوا معادل موضوعي بين الحرية والتغيير والكيزان واثبات فكرة بأن الاثنين سيئين، وهذه المسألة ليست من المفترض تمر علينا، هنالك فرق بين قوى مدنية قاتلت ضد الإنقاذ وبين حرامية وانتهازيين يريدون أن يركبوا قطار أي تغيير سياسي، لم أشعر باي غربة بل قمت بدوري كشخص من المجتمع المدني.
وبشأن المقال الذي كتبه وذكر فيه بأن المفكر الراحل الدكتور منصور خالد، بالغ في فكرة النخب السياسية وادمان الفشل، قال بكري الجاك : “لا لم ادفع، بل تحدثت عن التضليل الذي حدث في مفهوم النخبة في السودان، هنالك مفهومان للنخبة، الأولى المنظمة التي تتآمر ولديها أجندة ووحدة هدف واحدة قائمة على فكرة المتعلمين، افتكر أن منصور خالد كان يقصد الطبقة السياسية لأن النخبة بهذا المفهوم لا توجد عندنا من حيث وحدة الهدف والتآمر وحتى المصالح التي تجمعها ليست مصالح مشتركة، وما كان مقصود من المقال فكرة محددة هي تفكيك النخبة، وهذا السؤال ما زال موضوعياً وهم الآن يتحدثون عن المضاد للنخب وهي القواعد وكأنما القواعد ليست لديها قدرات، وهذا غير صحيح اي زول يقرأ و57 في المئة في بلده أميين (ده نخبة) بفتكر التعريف ممكن يخرجنا من الجدل، منو نخبة و منو ما نخبة ويمكن أن يخرجنا من الطبقة السياسية.
أهمية المشروع الوطني
وعن كيفية تعامل تنسيقية (تقدم) مع الأطراف المتحاربة، أوضح الجاك أن “هذه حرب قائمة بين طرفين، انتهاكات” الدعم السريع” أمر مثبت ومدان، وبذات المستوى الجيش لديه انتهاكات تختلف في النوع والدرجة، لكن هو انتهاك وجرائم حرب واستخدام الطيران ضد المدنيين، أنا لست متوجساً بل خائفاً على مصير البلد لأني أرى الانقسام المجتمعي الحاد والاصطفافات القائمة على أساس العرق والاثنية، الأمر يتطلب جهداً كبيراً إلى عدم ترك البلد تسير إلى هذا الاحتراب.
وحول نظرته إلى وضع السودان في الوقت الحالي، أشار بكري الجاك إلى أنه “لن نستطيع أن نتحدث عن وقف المعاناة وإصلاح البنى التحية ما لم نتحدث عن السؤال الجوهري وهو وقف الحرب، بتصور عن مشروع وطني، لأن الحرب ممكن أن تتوقف بتقسم البلاد، لأن مصير السودان أصبح يتطلب التفكير بطريقة جدية.
وفي شأن فرص حكم التكنوقراط والحديث عن التنميط في الحكم في الشخصيات، اعتبر الناطق الرسمي باسم تنسيقية (تقدم) أن “الأمر الأهم هو كيف يتجاوز السودانيون انتماءاتهم الاثنية ويخرجون إلى باحة مشروع وطني كبير يرى فيه الجميع نفسه، وهذا هو سبب الحرب كفكرة، أيهما الأول البيضة أم الدجاجة، نحتاج إلى صيغة توقف الحرب، وصغية لمشروع وطني يجمعنا كلنا وإلا أما حرب أو تقسيم البلد على أسس اعطباطية.
أدوار مجتمعية مهمة
وحول الاصطفاف القبلي في زمن الحرب، قال “الجاك” إن “توصف أي قبيلة سودانية، بأن توصف (الحمض النووي) خاصتها بأنه قبيلة قتل ونهب، افتكر فيه اجحاف، القبائل مثلها ومثل أي مجتمع بشري فيه الصالح والطالح ولا يفترض أن نعمم على أي قبيلة باي شكلٍ كان.
وأردف : “الحرب افرزت واقعاً اجتماعياً جديداً، أما أن يتوافق الناس على وطن يجمعهم ويتوافقوا على مشتركات كبيرة أو نعيش في حالة الاحتراب والتقسيم، والدرس الذي تعلمناه هو مرارة فقد الوطن من بين أيدينا بسبب تشرذمنا وخلافاتنا.
وزاد بالقول: “السودان بلد فيه متوسط عمر الإنسان تسعة عشرة سنة ونصف السنة، وهؤلاء متوسط غالبية السكان أو معظمهم، وهم من اكتووا بجمر الحرب، والشباب عليه مسؤولية كبيرة جداً من أجل الوصول إلى لحُمة وطنية تجمع الناس وتتجاوز القبائل والعشائر والمناطق، ويلعب دوراً في تشكيل هوية وطنية ويضع ملامح للمشروع الوطني المستقبلي.
وأشار بكري الجاك إلى أن “هنالك دوراً مهماً يمكن أن يقوم به كل المثقفين ومجموعة الشباب ضد محاربة الانقسام العرقي والاثني والتفكير في صيغة تنهي الحرب و تؤسس لمشروع العدالة الانتقالية التي تخاطب كل المظالم التاريخة.