“الكراهية ثقب اسود يمتص كل ما هو ايجابي ويلفظه في شكل فراغ اخلاقي مرعب” . فتحي المسكيني
“الكراهية لا تقترح على نفسها الا الشر” . ديكارت
“من العجز يتولد الكره”. نيتشة
“الكراهية هي الفشل في الغاء الآخر” . سارتر
“انت لا تكرهني ، انت تكره الصورة التي كونتها عني، وهذه الصورة هي انت ، وليست انا”. ادونيس
بعض الناس لا يشعرون بقيمة وجودهم الا من خلال كراهية الآخرين، فالكراهية تعطي لحياتهم معنى ، هذا النوع من الكراهية هو انفعال مقيت متجذر عصي على التعقل و يصعب الشفاء منه، وهو بمثابة ثأر مستمر ضد الآخرين لا يمكن اشباعه، يتغذى على عصبية عمياء والكراهية بهذا المعنى موقف عدمي لا يسعى الا الى تدمير العلاقات الانسانية. الذين يبشرون بالكراهية ويزرعونها في مستقبل الوطن ليس لهم غاية غير نسف كل آمال التسامح و الحياة المشتركة التي بنتها ثورة ديسمبر .ومن اسوأ نتائج هذه الحرب هو افرازها لرزمة من الحمقى ليس لهم شيء يعيشون من اجله ولا املا ينتظرونه لذا اعتنقوا الكراهية مذهبا يستمدون منه حياتهم .
هذه الحرب ‘عديمة الاخلاق’ شهدت أكبر حشد لخطابات الكراهية، وتجند لبث دعوات التكاره كما هائلا من الفاشلين و
العاطلين عن المواهب والكارهين بالفطرة فلوثوا الفضاء العام بالضجيج الابله والشتائم والهرجلة والغثاء واحرقوا البلاد وسماحة اهلها ب (عويش) الكلام و الهذيان و ضيق الافق. و كما قيل : بوسع الكراهية المتقدة أن تمنح الحياة الفارغة معنى وهدفاً . ومن هنا، فإن الأشخاص الذين يعانون تفاهة في حيواتهم يعمدون إلى البحث عن معنى جديد، لا عن طريق اعتناق قضية مقدسة، بل باحتضان التطرف ، وبث الاحقاد وترويج التفاهات
للاسف لقد جذب ثقب الكراهية الاسود حتى بعض الادباء والاكاديميين و”الفنانين” ونشطاء المجتمع المدني الذين انخرطوا في بث الكراهية بوعي وبغير وعي باسم الديمقراطية وباسم الكرامة بل وباسم الدين ، ولكن يبقى الغطاء الأكبر الذي تختبيء خلفه كل هذه الدعاوى هو القبلية والجهوية والمناطقية.
نصيحتي لكم ولنفسي :
اي زول فينا مسؤول مسؤولية دينية واخلاقية عن اي كلمة يقولها او يكتبها ، اي تحريض على القتل او الاقتتال، اي ترويج للاساءات القبلية ممكن يسهم في اطالة امد الحرب ويزيد معاناة الابرياء. ممكن كلمة واحدة تتسبب في موت عشرات الابرياء وكلهم انت مسؤول عن رقابهم ، القاتل ما لازم يقتل بالطلقة، القتل ممكن يكون بكلمة او سخرية. مجرد ( لايك) يشجع على القتل حيكون من اعمالك وستحاسب عليه. ما تفتكر انك حتغش ربنا ، فهو يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور . فالله لا يهمل ولا يغفل، وهو تعالى ناظر اليك وشاهد عليك وحاضر لديك وقادر عليك .
عليكم بمحاصرة الخطاب الاثني والجهوي والقبلي وتوعية المجتمعات بخطورة نشر النعرات العنصرية و التحقير والازدراء .
عليكم بمحاربة الشائعات والحد من تناقل المعلومات المضللة والمزيفة وكشف الاكاذيب ، والتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بوعي ومسؤولية وادراك خطورة ما يمكن ان تسببه الشائعات والاكاذيب.
(*) كاتب وشاعر وباحث