الإمارات تسعى إلى تشكيل فيلق عسكري أجنبي من «المرتزقة» لتوظفه لبسط نفوذها في النفوذ في افريقيا
متابعات - مشاوير
تسعى الامارات العربية المتحدة لتأسيس «فيلق أجنبي» من المرتزقة لتستخدمه في صراعاتها على النفوذ في افريقيا والشرق الاوسط.
وفي السياق أزالت صحيفة «إنتليجنس أون لاين» الفرنسية الستار عن نية الإمارات العربية المتحدة تأسيس فيلق أجنبي على خطى نظيرتها الفرنسية.
وفقا للصحيفة فإن اعلانًا وُزع على جنود سابقين في القوات الخاصة التابعة للجيش الفرنسي يعود لشركة «منار» للاستشارات العسكرية ومقرها في أبوظبي ويديرها ضابط سابق بالقوات الخاصة الفرنسية ، وان الشركة ترتبط ماليا بعائلة ثرية ذات نفوذ سياسي كبير في أبوظبي.
وينص الإعلان على طلب عناصر للفيلق الأجنبي؛ على ان يكون عمر المتقدم أقل من (50) عاما ، ويجب ان يتحلى بالإنضباط واللياقة البدنية وان يمتلك خبرة عسكرية لاتقل عن 5 سنوات وان يكون المتقدم قادرًا على مواجهة ظروف عمل عالية الضغط. وبحسب الإعلان فإن الراتب يبدأ من (2000) دولار شهريًا لكنه سيزيد عند ارسال العناصر في مهمات خارج الامارات سواء في الصومال أو اليمن.
وترى الصحيفة أن الإمارات العربية المتحدة ترغب في إنشاء فيلق أجنبي خاص بها يبلغ عدده بين (3000) إلى (4000) عسكري بحلول منتصف العام المقبل 2025.
ونفت شركة «منار للاستشارات العسكرية » صحة هذه المعلومات ، فيما قال مسؤولوها إن الإعلان غير حقيقي وإنه تم إلغاء المشروع إلا ان بعض الخبراء أكدوا صحة مشروع الفيلق الأجنبي الاماراتي.
وفي ذات السياق قال المحاضر بكلية كينغز كوليدج للدراسات الأمنية أندرياس كريغ ان الصحيفة الفرنسية لها صلات بالقطاع العسكري الفرنسي ، مشيرا إلى انه جرى تسريب الإعلان للقول بان فرنسا ليست سعيدة بهذا التطور، وأوضح ان باريس تشعر بقلق من إغراء عناصر امنية وعسكرية عن طريق وظائف تُدار برواتب عالية من أبوظبي. وشاطره في الرأي الأستاذ في كلية الخدمة الخارجية بجامعة جورج تاون ومؤلف كتاب «قواعد الحرب الجديدة» شون ماكفيت الذي قال ان الامارات تقوم فعلا بهذا الامر نظرًا لتاريخها في الاستعانة بعناصر عسكرية أجنبية ، حيث فعلت ذلك بشكل متقطع منذ العام 2011. وأضاف : «عندما اسمع مرتزقة الآن يأتي في خاطري الإمارات ربما هي أكثر من روسيا ؛ إذ أصبحت الامارات بمثابة مركز نشط للمرتزقة في النصف الجنوبي من الكوكب».
وتستخدم أبوظبي المرتزقة بدلًا من الجيش الوطني خوفا من وقوع ضحايا في العديد من المناطق التي تسعى فيها إلى فرض استراتيجيتها الشخصية خاصةً في مناطق النزاع في شمال افريقيا والشرق الاوسط.
يذكر ان الامارات العربية المتحدة تعد مركزًا لوجستيا وماليا لتمويل مجموعة من المرتزقة منها «ڤاغنر» الروسية سيئة السمعة.
وأوضح شون ماكفيت الأستاذ في كلية الخدمة الخارجية بجامعة جورج تاون إنه إذا اصبح الامر واقعًا فإن «الفيلق الأجنبي الاماراتي» سيكون تطورًا مختلفًا ، مضيفًا : «عندما يتم تجنيد مرتزقة فإن الامر يحمل في طياته صداعًا مع إثارة أزمات تتعلق بالسلامة والمساءلة والخيانة ».
وأضاف : «المرتزقة مثل النار قد تحرق وقد تُدفئ ، لذا فإن أحد الحلول يتمثل في إنشاء فيلق أجنبي» في إشارة إلى جنود يحصلون على عقود طويلة وينضمون إلى الجيوش النظامية ويخضعون لقواعد وقوانين المؤسسات العسكرية الذين يعملون داخلها.
أيادي الإمارات في تأجيج حرب السودان
منذ بدء الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان كشفت تقارير صُحف أمريكية ذائعة الصيت دور الإمارات العربية المتحدة في دعم أحد اطراف الصراع في السودان من خلال مطار بقرية نائية في دولة تشاد المجاورة للسودان.
وأوضحت التقارير ان الامارات تُرسل الأسلحة وتقدم العناية الطبية لمقاتلي قوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني. ولم يقتصر نشاط أبوظبي في السودان فحسب ؛ بل دعمت الزعيم الليبي خليفة حفتر بالأسلحة ، والرئيس الاثيوبي أبي احمد بالأسلحة والمسيرات في حربه ضد التقراي في عام 2021.
يُذكر ان الامارات العربية المتحدة دأبت على الوجود في مناطق النزاعات في افريقيا من خلال توفير الأموال والأسلحة لاحد اطراف الصراع مثلما حدث في السودان وليبيا ومالي والنيجر.