يبدو أن تصاعد العمليات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم ، وتفاقم الاوضاع المعيشية وانقطاع خدمات المياه والكهرباء، ادى الى موجة ونزوح جديدة بين السكان العالقبن منذ اندلاع الحرب ، في ابريل من العام المنصرم نحو مناطق أكثر أماناً في ولاية نهر النيل المتاخمة لولاية الخرطوم التي تبعد عنها (١٧٠ كيلو متراً ).
وفي السياق قال شهود عيان ل(مشاوير) بأنهم شاهدوا صباح أمس الثلاثاء ما يقارب ال١٥٠ حافلة ركاب عند معبر (العوتيب) ، مدخل محلية(شندي) من الناحية الجنوبية لولاية نهر النيل .
وفي ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها طبيعة المعارك الحربية بين الطرفين وتقدم قوات الجيش في كل من امدرمان وشمال مدينة الخرطوم، بدأت الأوضاع تأخذ منحى جديداً مع تكثيف الجيش لهجماته، مما ينذر بإمكانية شن عمليات عسكرية واسعة النطاق في المنطقة. هذا الوضع دفع بالعديد من السكان، بمن فيهم أولئك الذين لجأوا إلى الخرطوم وشرق النيل بعد اجتياح ولاية الجزيرة من قبل قوات الدعم السريع هرباً من القتال.
وزادت الأوضاع الإنسانية والصحية والاقتصادية سوءا بعد انقطاع الاتصالات ، ودخول سلاح الغذاء والدواء ضمن تطورات الحرب بين الطرفين .
ووصف شهود عيان أوضاع النازحين الجدد ، بمدن شندي وعطبرة بالكارثية ، حيث اتخذوا الساحات والميادين ملجأ لهم ، ومع ارتفاع درجات الحرارة فإن الوضع ينذر بالخطورة وانتشار الأمراض.
وقال محمد صالح _ نازح من منطقة (أم ضوا بان) بشرق النيل و معه أحد أقاربه مصاب بطلق ناري بالمستشفى العسكري بشندي ، بانهم وخلال نزوحهم تعرضوا للضرب والنهب بواسطة عناصر يتبعون لقوات الدعم السريع في ارتكازات على طول الطريق المؤدي إلى شندي من شرق النيل بولاية الخرطوم.
وقال مصدر طبي بمحلية شندي بأن مستشفيات المدينة اكتظت بالمرضى والجرحى ، مما يشير إلى أن موجة النزوح الأخيرة كان اغلبها منهم.