الفنانة فتحية محمد امرأة من عامة اهل السودان ..طيبة القلب وصبورة وتتمتع بحضور طيب فى قلوب زملائها وابنائها وبناتها من المسرحيين..قدمت الكثير لفن الدراما عندما كان لهذا الفن حضورا ودورا فى حياتنا..عندما اراها فى دهاليز الاذاعة اعود الى الوراء واتذكر دورها فى مسرحية خطوبة سهير او دورها فى المسلسل الاذاعى “الحيطة المايلة عام 1968 فهى صاحبة سجل كبير فى هذا الفن. .فيها ارى الشموخ وفى نفس الوقت ارى النكران والجحود فالفنانة فتحية والمرأة المكافحة فى حياتها الخاصة تجسد شموخ الفنان واعتزازه بنفسه ولعل هذا هو ما حد من فرصها فى سوق التكريم الاستعراضى الذى نشهده من حين لآخر ومن اعلى المستويات..هذا السوق باستعراضيته هذه ومباهاته المسيسة لن يكون متاحا له ان يرى امثال الفنانة “فتحية” مع كل حضورها الفصيح الذى يقدره جمهورها من رجال ونساء السودان ويجدر بنا ان نشير هنا الى شبكة مبادرات نساء القرن الافريقى “صيحة” عندما كرمتها ذات مساء بهيج بالمسرح القومى تقديرا لريادتها الاستثناية فى مجال استثنائى هو دخول المرأة السودانية مجال التمثيل فى ذلك الوقت المبكر فى ستينيات القرن الماضى فقد جاءت فتحية بعد اخريات سبقنها فى هذا المجال منهن على سبيل المثال سكينة عربى وفوزية يوسف ومنيرة عبدالماجد وبلقيس عوض واسيا عبدالماجد ونعمات حماد..قبل ايام وانا ابحث فى الارشيف الابداعى للفنان مكى سنادة استمعت الى مسلسل “الحيطة المايلة” فوجدت فتحية وشاهدت “خطوبة سهير” فوجدت فتحية فشعرت بالكثير من المرارة فى اننا لم نعط هذه الفنانة حق قدرها ولم أنم ليلتها حتى بدأت استعادة هذه الكتابة استشعارا منى بضرورة لفت الانتباه الى مبدعينا والاهتمام بهم وتكريمهم والاحتفاء بهم قبل فوات الاوان.
فتحية المولودة فى العام 1948 بمدينة الابيض والتى التحقت بالعمل فى المسرح القومى فى العام 1970 مثلت فى دراما الاذاعة فى مسلسلات “الحيطة المايلة” و”النار والرماد” وغيرها كما شاركت فى برنامج “ركن المرأة” وبرنامج “انس همومك” وبرنامج “دكان ودالبصير” وفى دراما التلفزيون ومنذ بدايتها الاولى مثلت فى مسلسلات “الدلالية” و”بائع السموم” و”العيون والرماد” و”تلفون القلوب” و”مهمة خاصة جدا” و”موت الضان” وغيرها وفى التمثيليات نذكر “المرق المكسور” وفى “انتظار الرحمة” وغيرها اما فى المسرح فقد شاركت فى مسرحيات “المك نمر” و”مصرع تاجوج” و”ابليس” و “اللحظات الاخيرة” و”على عينك يا تاجر” و”خطوبة سهير” و”عريس لقطة” و”ساعة الصفر” و”مبروك عليك” وغيرها.
هذه هى الممثلة فتحية محمد احمد فنانة بهذا العطاء الثر والمتميز..عطاء يبدأ من الستينيات ولا يزال يستمر ويتجدد, وبعد اليس من حقها علينا جميعا ان نكرمها وان نضعها فى المكانة التى تستحق!!؟؟
ملحوظة:
توفيت الفنانة فتحية محمد احمد لها الرحمة فى العام 2022 وقد كتب هذا المقال قبل وفاتها بسنوات.
(*) كاتب وناقد