تئن مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور تحت وطأة أزمة إنسانية طاحنة ، تُعد أحد أكبر الازمات التي خلّفتها حرب الخامس عشر من أبريل من العام الماضي.
وعاى الرغم من عودة مظاهر الحياة في مدينة نيالا بعد أشهرٍ من الإشتباكات العنيفة بين القوات المسلحة وقوات «الدعم السريع» التي أسفرت لاحقًا عن سيطرة « الدعم السريع» إلا أنّ آثارها بدأت تسرى في جسد الولاية جراء إنعدام مقومات الحياة.
أحمد إبراهيم تاجر في السوق الشعبي كشف لـ«مشاوير» عن قلة الإقبال على شراء المواد الغذائية بسبب إنعدام السيولة لدى المواطنين، وأشار إلى إنه يأتي يوميًا إلى السوق ويخرج منه خالٍ الوفاض. وأوضح أحمد إبراهيم أنه شخصيًا، بوصفه تاجرًا للمواد الغذائية، يعاني هذه الازمة مضيفًا : «لااملك سيولة أستطيع ان اشتري منه المواد الغذائية لابيعها للمواطنين بأسعار زهيدة».
ويحذر أحمد إبراهيم من أن استمرار مشكلة شح السيولة خطيرة للغاية ، وستسبب في زيادة معاناة المواطنين وتهدد أمنهم الغذائي والشخصي.
وخلّفت الحرب التي إندلعت منذُ منتصف أبريل من العام الماضي بين الجيش وقوات «الدعم السريع» وضعًا معيشيًا صعبًا في مناطق عدة في السودان خاصة ولايات دارفور مخلفة اوضاعًا معيشية صعبة في ظل غياب دعم المنظمات العاملة في المجال الإنساني.
وبحسب شهود عيان من المدينة تحدثوا لـ(مشاوير) فإن الأوضاع الإنسانية بالمدنية في غاية الصعوبة ، بينما تشهد الأسواق قِلة الإقبال من المواطنين جراء شُح السيولة. ومافاقم الوضع أكثر إنعدام الامن في المدينة.
وتشهد مخيمات النازحين بجنوب دارفور اوضاعًا سيئة للغاية حيث تعاني مخيمات النازحين في نيالا من فجوة غذائية في ظل اوضاع صحية وإنسانية بالغة التردي، إضافة لسوء الوضع الصحي بالمخيمات خاصةً للنساء الحوامل.
وتروي أحد القابلات من معسكر «كلمة» للنازحين لـ(مشاوير) ان بعض النازحات إضطررن للولادة بالمخيم في ظروف صحية سيئة للغاية. وكشفت عن تعرض بعض الحوامل للاجهاض ، وان هناك عدد من الأطفال حديثي الولادة توفوا بالمخيم بسبب الظروف الصحية الملوثة.
ويُقيم عدد من النازحين واللاجئين في المدارس والمباني الحكومية والمخيمات الموجودة في اطراف المدينة ، بينما يستقر أخرون مع أقاربهم في أحياء جنوب الوادي بعدما فرّوا من أحياء شمال الوادي المُتاخمة لقيادة الفرقة الـ16 مشاة غُداة الإشتباكات الأخيرة التي شهدتها الولاية مما أدى إلى القاء المزيد من الأعباء المعيشية على كاهل المجتمعات الفقيرة التي تكافح بالفعل تحت وطأة الحياة المعيشية.
من جانبه قال المتحدث الرسمي باسم «المنسقية العامة للنازحين واللاجئين» بدارفور أدم مرجال ان عدم وصول مساعدات إنسانية عاجلة يضع ملايين النازحين في إقليم دارفور أمام خطر الموت بالجوع. مشيرًا إلى ان النازحين في المخيمات هم في امس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
وإنعكست الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع على حياة المواطنين في مناطق عدة في السودان خاصةً في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. فسكان المدينة البالغ عددهم نحو (5) ملايين نسمة قبل إندلاع الحرب يبحثون اليوم عن مايسد رمق جوعهم في ظل عدم قدرة المنظمات الإنسانية لتخفيف معاناة المواطنين.
وتشير تقديرات أممية إلى ان مايقارب نصف سكان السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. واطلق سكان مدينة نيالا نداءٍ إستغاثة للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتدخل لإنقاذ المدنيين من الجوع الذي بدأ يستشعر في المدينة.