
ثلة من الأصدقاء الأصفياء الأنقياء الأصحاب قررنا التفكير خارج الصندوق وكسر الرتابة وحاجز الإحباط الذي أفرزته مؤامرة دويلة الشر اللعينة على شعبنا الأبي العزيز.
قررنا أن نحتفي بانتصارات قواتنا المسلحة الباسلة ميدانيًا ودبلوماسيتنا قانونيًا في محفل هو الأعلى بين كل مؤسسات العدالة عالميًا.. مفاكرة لتحريك وتفعيل قطاعات لها قدرة عالية في التحشيد والتنسيق والتعاون والتطوع.
حيث استطاعت أجهزتنا الرسمية ((وزارة الخارجية + جهاز المخابرات العامة + وزارة العدل + النيابة العامة)) تقديم مرافعة قوية متماسكة أقنعت قضاة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا أن يرضخوا قناعة بقضية السودان العادلة ضد دويلة الإمارات العربية المتحدة التي فشلت في الدفاع عن نفسها وتمسكت ببعض الردود الباردة محل سخرية قضاة المحكمة وازدراء الرأي العام .
قررنا أن نجعله يومًا للتلاقي من أجل التشاور في كيفية الاستفادة من زخم الرياضة والفن في إعادة ترميم البنية التحتية وتجميل الخرطوم عاصمة الجمال.. فقد التقينا بمقهى ((البرنس)) فائق الاحترام والوقار مؤانسة عبقرية مبأدأة ومبادرة لمرحلة ما بعد الحرب.
هناك كان دكتور بشير الطيب مختار ابن أم ضوًا بان النطاس الماهر الذي وهب حياته للعمل الطوعي عاملًا بمنظماتها الإنسانية في كادوقلي والخرطوم وبورتسودان .. هاهو يبدع حاشدًا الطاقات مستنفرًا الهمم موظفًا علاقاته الواسعة الممتدة بالخارج استقطابًا للدعم من أجل سودان جديد يسع الجميع ويفتح طاقة من أمل تمنح الموهوبين والمبدعين الضياء جاء في معية صديقه السيد عبيد حمدالنيل رجل الأعمال العظيم ،، موطأ الأكناف يألف ويؤلف ،،تبتسم لك دواخله في رقة الورد ،،مسرفًا في وداعته ،، مترفًا في لطفه وبشره .
انخرطا في مقترحات عملية لبلورة رؤية تمكن الفن من أداء رسالته على أكمل وجه حيث كانت جلسة حوار عميق مع الأستاذ الفنان العملاق ياسر تمتام أستاذ الزراعة بجامعة الخرطوم سابقًا وأمين شؤون الطلاب ((الصفوة الخاصة)).
ياسر تمتام : فنان موهوب له مقدرة عالية في تنغيم صوته متدرجًا به بما يناسب المعاني متنقلًا به بشجن وريف في مناطقه وطبقاته وسلمه وهامسه ورنانه وسريعه وبطيئه قويه وضعيفه مع حفظ سليم لأغاني الحقيبة يؤديها باجادة كاملة تفوق بها على نفسه وبز بها الآخرين.
ذات جلسة الحوار جملها الفنان ياسر ((سيد خليفة)) وياسر فنان أدى أغنيات سيد خليفة بذات سلاسة وبراعة وعذوبة فنانها الأصيل ((أبو السيد)) ،،صوته من طبيعة ((التينور)) أوسط الأصوات وأقدرها على التنغيم والتلوين بطبيعته الخفيفة الرنانة وحركته السريعة.
لينضم للجلسة الأستاذ خالد عبدالله حمد نائب أول رئيس اللجنة الأولمبية السودانية براعة متناهية على الادهاش وهو يفاجئ الجميع بأنهم في اللجنة الأولمبية يعكفون برئاسة رئيسها المهندس أحمد أبو القاسم على صياغة مشروع نهائي يفجر طاقات الرياضيين لصالح إعمار ما دمرته الحرب مدنًا جديدة غاية الإبهار.،، أحمد ابو القاسم وخالدحمد وبروف محمود السر وعماد فاروق رباعي من إلهام يقومون بجهد كبير في المحافظة أن تظل الحركة الأولمبية مبادرة وملتزمة وخيرة وفاعلة وأصيلة في الفعل والدعم والنشاط والحيوية والالتزام.
هناك كان الأستاذ الفخيم أحمد يوسف (مدير المشروعات بمصنع يوسف للبوهيات أضخم مصانعنا وأجودها في هذا المضمار) الذي أبدى كامل استعداده لتسخير هذا المصنع لتقديم منتجاته بأسعار مناسبة إسهامًا منهم في مشروعات إعمار السودان.
رأيت سر الحماسة والتفاعل الهادر ينطلق مبادرات عظيمة ما تكاد تنتهى مبادرة إلا وقفزت للسطح أمام الجميع مبادرة أكثر حيوية.
قلت لهم إن السودان ما بعد الحرب ليس هو سودان ما قبلها حيث استشعر الجميع ماذا تعني كلمة الوطن ؟؟؟!!!
وطن سيتسابق الجميع لبنائه واعمار ما خربته يد التخريب الجنجويدي التي طالت كل المؤسسات الوطنية ولم يبق منها شئ يذكر ما زال محافظا على رونقه.
زين هذه الأمسية الجميلة وسيمة المعاني مخضرة الظلال الفنان الشاب مأمون سوار الذهب صاحب صوت من الطبقة ((السوبرانو)) سريع حاد قادر على الدرجات العليا من السلم مع تمكن منه يمنعه من الإجهاد،، من الأصوات الندية التي لها مكانة في خارطة الغناء بأوتارها الصوتية المشدودة المتموجه ترقيقًا وتفخيمًا ومساحات شاسعة مختلفة تمكنه من أداء جميع الأغنيات بيسر وراحة دون اجهاد ((بسم الله ما شاء الله)) ،،لكن أهم ما يميزه أنه يشارك الفنانة مكارم بشير ميزة تفردا بها وهي حسن الأختيار لجياد الأغاني احترامًا لموهبتهما ورفضًا لابتذال الغناء.
سرني جدًا أنه شق طريقه بقوة لأن يكون له أعمال غنائية خاصة به تردد،، فقد أبهرنا حين طلبنا منه أن يغني بهجة وانتشاءًا لانتصارات قواتنا الباسلة وتفوق السودان على دويلة الشر في جلسات المحكمة الجنائية الدولية التي تنظر شكوى وطننا الحبيب ضد دويلة الشر.
هي إذن كل القطاعات بدأت تعمل بقوة للمساهمة في إعادة بناء وتطوير السودان كل يدلي بدلوه ،،حيث سيحي الفنان مأمون سوار الذهب حفلات ساهرة لصالح علاج مصابي العمليات وتضامنًا مع أسر الشهداء والجرحى تخفيفًا من أعباء وتضاغات الحياة عليهم.
فهو مثلما ظل يبهر ويبدع ويمتع امتدادًا طبيعيًا لجيل الكبار هو أيضًا يحمل قلبًا كبيرًا يستشعر آلام الآخرين ويحنو على المحتاجين،، فنان عظيم بحق.
ذاكرة التاريخ تحفظ لأم كلثوم سيدة الغناء العربي أنها أحيت حفلات بعديد الدول العربية دعمًا ومؤازرة لجيش مصر العظيم غطت بها ديون قواتها المسلحة كلها.
باستطاعة أهل الرياضة والفن توظيف الطاقات لبناء وتطوير وتشييد واعادة الخرطوم سيرتها الأولى اشراقًا وتعميرًا ،، نهضة ونضارًا ،، مجال خصب للتنافس الشريف بين الجميع من أجل وطن يستحق وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
هي إذن دعوة صادقة لكل الرياضيين والفنانين والتشكليين والمسرحيين لتبني مشروعات جادة مشاركة في إعادة تأهيل عاصمتنا الخرطوم لتعود مخضرة يانعة مزهرة تسر الناظرين.
شكراً أسرة مقهى البرنس بالمهندسين التي أدهشتنا بتعاملها الراقي وكرم الضيافة وحسن الترحيب وحفاوة الاستقبال.