أخبار

صوت لا يُقهر.. بيان “إذاعة هلا” عقب مشاهد تدمير استوديوهاتها

متابعات - مشاوير

أصدرت إذاعة هلا 96 بياناً عاجلاً عقب زيارة أفراد من طاقم من الاذاعة لمكاتبها المُطلة على شارع النيل بالخرطوم، حيث تعرضت الاستوديوهات للتدمير الكامل. أدناه نص البيان:

 

بيان ..

هلا ٩٦ صوت لا يُقهر..

هي الحرب… لا تستأذن، ولا تميّز بين جدار ومذياع، بين ذاكرةٍ وكرسي، بين حلمٍ وشظية.

وبكامل الأسى والأسف، نعانق الأماكن التي شهدت خطواتنا الأولى، نبض أحلامنا، وأصوات ضحكاتنا ودموعنا، تتحول إلى ركامٍ تتغير معه المعالم، ونقف عاجزين لا نتعرف على بيتنا الرحيب.

تعرّضت إذاعتنا العزيزة وبيتنا الرحيب ، هلا ٩٦، لدمارٍ كامل. وتغيّرت ملامح المكان حتى كدنا لا نتعرف عليه.

لم يعد ذاك الفضاء الذي احتضن أصواتنا، أفكارنا، وضحكات زملائنا في ليالي البث الطويلة.

غاب كل شيء… الجدران، الأجهزة، والميكروفونات. لكن ما لن يغيب أبداً هو الرسالة.

نعلم جيداً أن الخسارة المادية، مهما عظمت، تظل ضئيلة أمام نزيف الأرواح… ونعلم أن دماء شعبنا أغلى من كل شيء.

لكن الألم اليوم لا يرتبط فقط بما تهدّم من حيطان وزجاج… بل بما تلاشى من أرشيفٍ كان يحكي قصة أمة، يختزن معارفها، أغانيها، حكاياتها، نضالاتها، وصرخات الفرح والحزن التي رافقت هذا الوطن في لحظاته المفصلية.

ما خسرناه هو إرثٌ معرفي وتوعوي ثمين… هو ذاكرة وطنٍ بتنوعه الجميل.

نكتب اليوم لا لنبكي على الأطلال، بل لنوثّق لحظة من لحظات الفقد العظيم، كي لا تُنسى.

نكتب لنقول إن هذا الخراب، بكل سواده، لن يتسلل إلى دواخلنا، ولن يُطفئ فينا نور الرسالة.

إنّ الحرب لا يربح فيها أحد، والخاسر الوحيد هو هذا الشعب الذي يستحق السلام، والحياة، والكرامة.

وسنظل، كما كنّا، منحازين للحق، للخير، وللناس.

وعدُنا لكم أن تظل “هلا ٩٦” نبضاً حياً، وإن دُمر المبنى فلن يُخنق المايكروفون.

ستظل الفكرة، ستظل الرسالة، وسيظل صوتنا عالياً، يلامس جراحكم، يحمل أحلامكم، ويقاوم العتمة بالنور.

هذه ليست نهاية… إنما بداية أخرى وميلاد ، بداية نكتبها من رحم الألم، بحبر الصمود والصبر والبسالة نستمدها من شعبنا .

راضون تماما بالبلاء وصابرين على الإبتلاء ، والخسارة مهما عظمت لا تساوي دموع طفلة سودانية تمشي حافية من زمزم الى طويلة ، لا تساوي هواجس أسر سودانية ضل صغارهم الطريق الى البيت.

هلا ٩٦… كانت وستظل، صوت الإنسان السوداني. وعلى العهد نبقى، صوتاً للنور.

الجمعة الموافق 18/ابريل/2025م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى