
في كل الدنيا اصبحت كرة القدم ليست مجرد لعبة، ما عادت الامور مثل السابق تنتهي بمجرد إطلاق الحكم لصافرة النهاية بفوز هذا او خسارة ذلك، الأمر أصبح أكبر من ذلك بكثير، كرة القدم اصبحت استثماراً، تسويقاً، حتى في الدول المجاورة لنا كثرت اندية الشركات والمؤسسات.
لم يعد مفهوم كرة القدم مثل السابق لان اللعبة نفسها تطورت من حيث القوانين والأدوات، باختصار الكرة اصبحت افكاراً خارج الصندوق وترويجا وترفيها يجلب المال لأنه عصب التطوير والتقدم ومنبع التميز وهذه هي الحقيقة المجردة..
يا للأسف في السودان مازلنا ندور في ذات المحطات السابقة، نتحسر على الماضي لأنه أفضل بكثير من الحاضر، نبكي على الإداريّين السابقين لان من يخلفوهم متواضعين تماماً من حيث القدرات والإمكانيات الرياضية.
قد يقول أحدهم، ولكنهم رجال اعمال ناجحين ويملكون ثروات ضخمة وهذا بطبيعة الحال يعني انهم يمتلكون قدرات وامكانيات تؤهلهم للنجاح في مناصبهم الرياضية، ولكنّ الاجابة هي ان كل ذلك ليس شرطاً للنجاح في ادارة مؤسسة رياضية سواء اتحادات او حتى اندية رياضية والأخيرة هي ما تهمنا.
نادٍ كبير وعريق مثل المريخ في السنوات الاخيرة، أصابتنا لعنة (المتطلعين) و(المتسلقين ) وضف إلى ذلك من يريدون ان (ينظفون) تاريخهم الأسود، كما لا ننسي هواة القرب من (اصحاب السلطة والجاه) كل من صفاتهم ما بين الأقواس أعلاه لم يجدوا طريقا أسهل ولا عبوراً إلا عبر رئاسة نادي المريخ لأنها تفتح لهم الأبواب والمداخل، تجلب لهم الأضواء والأهواء، بل ان بعضهم لم يعد في حرج من استخدام اسم النادي في (تضخيم) ثرواته، او حتى في المساومة باسم النادي لحل مشاكله الخاصة والخاصة جداً ايضاً.!
خرجنا من فترة جمال الوالي التي كانت مضيئة في تاريخ النادي، ليتدخل المؤتمر الوطني وقتها ومن معه ليكون (المخرج) على حسب فهمهم على يد (سوداكال) فكانت أكبر (ورطة) يدخل بها النادي لسنوات، حضر (ونسي) باسمه وتاريخه السياسي في حزبه فلم يحقق نجاحاً ولم يترك بصمة وخرج تطارده اللعنات، عاد محمد الشيخ مدني مطعماً بالتركي (اوكتاي) لعل القادم يكون أفضل فكثرت فـي فترته الأحلام الوردية وعايشنا مسلسل الورش والخطط والحديث عن الاستثمار والاحتراف ولم يغير ذلك في واقع النادي شيئا.. تولى حازم مصطفى المهمة فكثرت الأزمات والخلافات والاشتباكات فضاعت فترة من عمر النادي كان يمكن ان يتم تقديم الكثير فيها.. حضر أبو جيبين فتم خداعنا بالكثير من الكلام والأحلام وكانت المحصلة صفراً كبيراً في نهاية المطاف.. نعيش الان في عهد عمر النمير الذي بدأ مسيرته بالحديث عن الخطط الاستراتيجية والنقلة المؤسسية للنادي وشيئا فشيئا لم يحدث لا هذا ولا ذاك.. وأصبح اسم المريخ وبدلاً من ارتباطه بالبطولات والانتصارات في البطولات القارية مرتبطاً بالمؤسسات السيادية والتكايا الخيرية – وهذه في حد ذاتها نعمة-.
باختصار النادي اصابته في السنوات الأخيرة لعنة – المتطلعين – الذين تهمهم مصالحهم ونفوذهم وحل مشاكلهم الخاصة مستخدمين اسم النادي العريق والكبير.. استفادوا من المريخ أكثر مما أفادوه ونالوا منه أكثر مما أعطوه، وضحوا به في لحظات كثيرة كانت يمكن ان تصنع واقعاً أفضل ومستقبلاً أجمل، ولكن.!!