بعد سنوات عجاف مليئة بالخيبات والانكسار عاشها محبو وعشاق البرسا ؛ عادت الإبتسامة لوجوه الانصار مرة اخرى ؛ في كرة القدم ثمة فرصة هناك اما للثأر او الانتقام من اي ذكرى سيئة او بفتح جرح قديم لعدم القدرة على النسيان واستغلال الفرصة لتجاوز هذه المناسبة لان الاحباط اكبر من الحماس.
انتهت اللعنة وكسرت العقدة
تعتبر العقدة هي أسوأ اسباب الخسارة على الإطلاق وإثبات التوقعات السلبية وتناولها كمادة “ساخرة ” بشكل متواصل وضحد للإيجابيات ومع ذلك تماهى برشلونة مع خسارته المتكررة ولكن بالأمس استطاع برشلونة بانتصاره أن يقطع سلسلة انتصارات طويلة وقاسية للبايرن، بدأت قبل 9 سنوات وكانت ذروة قسوتها في مباراة ربع نهائي دوري الأبطال” 2020″ ؛ عندما أمطر البايرن شباك البارسا بنتيجة (8-2) بخلاف 4 انتصارات أخرى بنتائج مهينة لبرشلونة طوال هذه الحقبة التي لم يسجل فيها الكتالوني هدفاً واحداً على الأقل، لكنه رد بقوة أمس .
ونجح فليك في التحضير الجيد للمباراة وتسييرها بالطريقة التي يريدها، فعند النظر إلى الإحصائيات تجد أن الاستحواذ ذهب بوضوح إلى بايرن ميونخ بنسبة 60%، لكنه لم يكن معبراً على الإطلاق عن حال اللقاء، حيث تألق البارسا في الدفاع المتقدم واستعادة الكرة بسهولة ونجاح.
هانسي فليك ينثر الفرحة في أرجاء المونتغروا
هانسي فليك الرجل الذي مسح رهق ومعاناة برشلونة في مكمن اوجاعها لم تمضِ سوى ثلاثة اشهر للتقني الإلماني ليضخ السعادة في جدران الإقليم ؛ واضحى البرسا يمتلك هوّية حقيقية وفنية في الملعب و أسلوب لعب فعّال وواضح ، ووحدة هُجومية عالية ، وتنظيماً وانضباطاً عالياً وتركيزاً وعملاً مُستمراً لتطوير أهم وأدق التفاصيل في شكل الفريق .
تناغم اللاعبيون مع تكتيكه وتأثيره واضح جداً على الجميع فنياً ومعنوياً وذهنياً ؛ إذ يتصدّر الفريق الدوري الإسباني ؛ وفاز بـ11 مُباراة من أصل 13 ، فعالية هجومية ب43 هدفاً لم يحقق أي فريق في الدوريات الأوروبية الكُبرى أكثر من ذلك.
ليالي الأبطال.. هل تنتهي كوابيس الفشل؟؟
عانى البارسا منذ سنوات من خسائر ثقيلة للغاية في بطولة دوري ابطال اوروبا ، وبسيناريوهات كانت مدمرة نفسياً للفريق؛ وإحدى الذكريات المكروهة للبارسا في السنوات الاخيرة هي فشله في تحقيق دوري الإبطال والخروج من الأدوار الأقصائية ؛ ففي “2016” خرج من ربع النهائي على يد أتلتيكو مدريد بعد أن خسر بهدفين نظيفين في معقل “الأتلتي ، و لم يتعلم برشلونة الدرس بعد “الريمونتادا” الإعجازية ضد باريس سان جيرمان في ثمن نهائي نسخة” 2016-2017 “؛ وخسارة بطريقة مذلة أمام يوفنتوس بثلاثية نظيفة في تورينو .
ثم الهزيمة الصادمة كانت أمام روما بالخسارة إيابا في العاصمة الإيطالية بثلاثية نظيفة؛ ليضاعف ليفربول معاناه البلواغرنا برباعية في الأنفيلد، لتأتي الهزيمة الأشد إيلاما في البرتغال بلشبونة” 8-2″ من بايرن ميونخ في ربع النهائي .
لتتوالى النكسات في إقليم كتلونيا بالخسارة في نسخة “2021” و2022 – 2023″ أمام العملاق الباريسي والخروج من دوري المجموعات لأول مره منذ “21”عاماً ؛ والإقصاء على يد آينتراخت فرانكفورت من ربع نهائي الدوري الأوروبي.
ولكن العملاق الكتلوني قادر ان يستعيد ذلك الاحساس بأمتلاكه لعناصر شابة من جعبته بـ لاعبين صغار من الاكاديمية مثل “يامال وفيرمين او منبوذين سابقاً من قبل جمهور الفريق مثل رافينيا”.
فهل يجود الزمان مع هانس فليك ويضع حداً لعقدة دوري أبطال أوروبا وقيادة البرسا للمنافسات الكبرى والعودة لمنصات التتويج ؟
برشلونة يواعد ريال مدريد في البرنابيو
رغم جدول المباريات الصعب للبرسا مروراً بإشبيلية ثم البافاري وحصد نقاطها تبقى المواجهة المرتقبة ” الكلاسيكو ” أمام الميرنغي صعبة؛ ولا شك أن الانتصار برباعية على بايرن ميونخ هو أفضل استعداد لبرشلونة لمنازلة الريال المقررة يوم السبت المقبل في ملعب سانتياجو برنابيو، في الجولة 11 من الدوري الإسباني، ورغم ترنح ريال مدريد في الدوري وتأرجح نتائجه يبقى الكلاسيكو مواجهة خاصة حيث الندية والتنافس يدب في الفريقين.