
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن مخيم زمزم للنازحين في غرب السودان أصبح “شبه خال”، بعد أقل من أسبوعين على سيطرة قوات “الدعم السريع” عليه في خضم الحرب الدائرة بينها وبين الجيش.
وأفادت الوكالة بفرار مئات آلاف الأشخاص هرباً من المجاعة التي تضرب المخيم إلى مناطق مجاورة، لا سيما مدينة الفاشر التي تحاصرها قوات “الدعم السريع” منذ أشهر والتي تعد آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور (غرب) ما زال الجيش يسيطر عليها.
وجاء في بيان لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن “مخيم زمزم للنازحين والذي كان يؤوي 400 ألف شخص على الأقل قبل النزوح، أصبح شبه خال”.
وأضاف أن صوراً التقطتها أقمار اصطناعية تظهر اندلاع حرائق هناك، مع ورود تقارير تفيد بأن قوات “الدعم السريع” تمنع البعض من المغادرة.
وقال تقرير (أوتشا) إن المنطقة المحيطة بمخيم زمزم ومدينة الفاشر شهدت “قصفاً مدفعياً متواصلاً وضربات بالطائرات المسيرة وهجمات برية” في الفترة من 10 إلى 22 أبريل ما أسفر عن مقتل “مئات المدنيين” بينهم 12 على الأقل من طواقم الإغاثة.
ولفت إلى أن الهجمات أسفرت عن تدمير “البنية التحتية الحيوية والمرافق الصحية وأوقفت حركة شاحنات نقل المياه”.
وفق البيان فإن “النزوح من زمزم بصدد التمدد إلى وجهات عدة… ووصل نحو 150 ألف نازح إلى مدينة الفاشر كما انتقل 181 ألف شخص آخرين إلى طويلة”.
ووصف منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر الوضع في المنطقة بأنه “مروع”.
وأعلنت قوات “الدعم السريع” الأسبوع الماضي السيطرة على مخيم زمزم بعد هجوم بري دام.
ويقع مخيم زمزم بالقرب من مدينة الفاشر ذات الأهمية الاستراتيجية لـ “الدعم السريع” إذ تعتبر آخر مدينة رئيسية في إقليم دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني.
وأدت الاشتباكات المسلحة في شمال دارفور إلى مقتل 400 مدني على الأقل منذ منتصف أبريل الجاري. وطوال فترة الحرب، اتُّهم كل من الجيش وقوات “الدعم السريع” باستخدام التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين.
واندلع النزاع في السودان بين الحليفين السابقين، عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ونائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات “الدعم السريع” في 15 أبريل 2023 وسرعان ما امتدت الاشتباكات التي بدأت في الخرطوم إلى معظم ولايات البلد المترامي الأطراف.
وخلفت الحرب عشرات آلاف القتلى وأدت إلى تشريد 13 مليون شخص متسببة، وفق الأمم المتحدة، بأكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث من دون أن تلوح لها نهاية في الأفق.
ومخيم زمزم كان أول مكان تعلن فيه المجاعة في السودان في أغسطس (آب) الماضي.
وبحلول ديسمبر (كانون الأول) امتدت المجاعة إلى مخيمين آخرين في دارفور وفق تقييم مدعوم من الأمم المتحدة.
واشتدت المعارك في إقليم دارفور في غرب السودان بعد إعلان الجيش استعادته السيطرة على العاصمة الخرطوم.