
قتل “542” مدنياً في الأقل في ولاية شمال دارفور السودانية منذ ثلاثة أسابيع، لكن “يرجح أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير”، بحسب ما أعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان اليوم (الخميس).
وأشار تورك في تعليقه حول الوضع في السودان حيث تتواجه قوات “الدعم السريع” مع الجيش السوداني في حرب مستمرة منذ سنتين، إلى أن “المأساة المتفاقمة في السودان لا تعرف أي حدود، فخلال الأيام الثلاثة الماضية فقط، شنت قوات الدعم السريع هجمات منسقة من محاور عدة على مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم أبو شوك للنازحين، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 40 مدنياً. وبهذا، يرتفع العدد المؤكد للضحايا المدنيين في شمال دارفور إلى ما لا يقل عن “542” خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة فقط، فيما يرجح أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير”.
مجزرة الفاشر
في وقت سابق، أفاد نشطاء بمقتل “165” مدنياً في الأقل بهجمات شنتها قوات “الدعم السريع” خلال الأيام الـ10 الأخيرة على مدينة الفاشر، التي تحاصرها في إقليم دارفور في غرب البلاد.
قوات “الدعم السريع” التي تخوض حرباً في مواجهة الجيش السوداني منذ أبريل 2023، دكت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بأكثر من 750 قذيفة “هاون وراجمات ودبابات ومدافع ثقيلة”، وفق تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، وهي مجموعة تطوعية تنشط في تنسيق المساعدات في السودان.
وقالت التنسيقية إن حصيلة القتلى وثقتها “المرافق الصحية التي استقبلت الجرحى والضحايا” الذين سقطوا، في ما وصفته بأنه “مجزرة دموية في حق مدينة الفاشر وسكانها العزل”.
ولفتت التنسيقية إلى أن شهادات ميدانية لديها تشير إلى أن “أعداد الشهداء الفعلية تفوق ذلك بكثير، إذ سقط كثيرون على الفور في مواقع القصف ولم يتمكن أحد من نقلهم إلى المستشفيات”.
في الأسابيع الأخيرة، كثف مقاتلو قوات “الدعم السريع” هجماتهم على الفاشر التي تعد آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور (غرب) ما زال الجيش يسيطر عليها، في حين تحذر الأمم المتحدة ومراقبون دوليون من فظائع قد تكون ترتكب على نطاق واسع.