
اعتقد ان تجاهل ترامب للملف السوداني في الرياض كان عن عمد، ليس لانه خارج الدوائر الاستراتيجية لامريكا لان كثير من المتابعين للأسف لديهم اعتقاد خاطئ بأن السودان خارج دائرة الاهتمام الدولي وهو امر خاطئ تماما ، فلمفات حساسة مثل موضوع البحر الأحمر ومشروع مكافحة الارهاب الى جانب الصراع الصيني والأمريكي والروسي على النفوذ الاقتصادي في أفريقيا لايمكن باي حال ان يكون خارج دائرة الاهتمام. لكن لنقل ببساطة ان الملف السوداني ترك للسعودية ضمن ملفات أخرى في المنطقة عليها التعامل معها بجانب شريك استراتيجي اخر وهو الإمارات (الناس ماتزعل يعني ده بقى واقعنا الجيوسياسي ) لكن في الملف السوداني يبدو أن هنالك تباينات تحتاج الدولتين للتعامل معها خليجيا والولايات المتحدة ربما ساهمت في تجاوز هذه التباينات.
من جهة أخرى يبدو ان الأطراف اصلا قطعت شوطا في هذا الملف لذا تحاشت الولايات المتحدة والسعودية إعادة تعيين الازمة او تسميتها كي لاتربك الترتيبات الجارية على المستوى الداخلي المعقد عسكريا وسياسيا. وغالبا هي ترتيبات على قدر من السرية المطلوب منها ان تحدث مفاجاة في المشهد بما يشبه العلاج الصدمة.