
هل في يوم فكّرت إنو رزقك ممكن ما يكون “قروش في البنك” أو “وظيفة كبيرة”؟
الكتير مننا بيحصر معنى الرزق في المال والأشياء المادية، وبننسى إنو الرزق أوسع بكتير من كده.
في لحظات، بنقعد نقارن نفسنا بالناس، بنقول: “يا ربي فلان محظوظ كيف!”، أو “أنا ليه ما عندي زيهم؟”
لكن الحقيقة إنو كل زول فينا عندو رزق خاص مختلف… رزق مكتوب ليهو من ربنا، يمكن ما ظاهر، لكنو موجود وبيحاوطنا كل يوم.
أرزاقك الحقيقية… ما بتنقاس بالعدد
عندك أم حنونة؟ دا رزق.
زوجة أو زوج داعم؟ رزق كبير.
أولاد بارين بيك؟ دا رزق.
أصدقاء بيفهموك بدون ما تشرح كتير؟ رزق نادر.
مدير بيقدّرك؟ زملاء بيهوِّنوا عليك الشغل؟
صحتك؟ عافيتك؟ الراحة البتصحى بيها من النوم؟
حتى الكلمة الطيبة، الناس البتظهر في حياتك صدفة وتساعدك بدون ما تطلب، اللحظة البتحس فيها بالأمان… دي كلها أرزاق ما بنشوفها لو عيوننا ما درَّبت على الامتنان.
وين المشكلة؟
المشكلة إننا مرات بنكون مركزين على شكل واحد من الرزق، وبننسى الباقي.
بنقارن دخلنا بدخل غيرنا، بيوتنا ببيوت الناس، عرباتنا، سفراتنا، نجاحاتنا،اطفالنا
وبننسى إنو ممكن نكون محاطين بنِعَم لو اختفت لحظة، كانت حتغيّر حياتنا للأصعب.
بنقع في فخ “أنا ما عندي”، وده بيخلينا نعيش بجحود، من غير ما نقصد.
بنتعامل مع الموجود وكأنو مفروض، مش منحة… وده بيخلينا لا نحمد، لا نحافظ، لا نقدِّر.
طيب، الحل شنو؟
الوعي… إنك توقف لحظة، وتتأمل النعم المحيطة بيك.
الامتنان… إنك تقول “الحمد لله” بقلب صافي.
التركيز على اللي عندك، مش ما الناقص.
وإنك تعرف إنو الرزق ما شرط يكون مال، أحيانًا بيكون إنك عارف تنوم مرتاح، أو تلقى زول يسمعك، أو تضحك من قلبك.
في النهاية…
ربنا ما ظلم زول، لكن كتير مننا ما شايفين الرزق الحقيقي لأننا مركزين مع رزق غيرنا.
خلِّي عينك على عطاياك، واحتضن نِعَمك كويس…
وربنا بيزيد من يشكر.
استغفر ربك عن كل لحظة شكّيت فيها، وارجع شوف كم نعمة بتعيش وسطها كل يوم… وانت ما واعي.
مذيعة وإعلامية سودانية (*)