
الحياة دي ما ساهلة بالشكل دا ـ تشيل على كيفك، وتجيب على كيفك، الموضوع ما بالسُّهولة دي، في حاجة اسمها عقبات، وفي حاجة اسمها مطبات، وفي معاكسات، ولو اتجاوزت كل هذه الأشياء في حاجة اسمها (الظروف). ونحن مرات (العضم) من شلاقتنا بظهر لينا في (الفشفاش)، أتوقع أي حاجة.
أي قرار مبني على ظلم أو على رؤية غير سليمة انعكاساته بتكون غير سليمة وستظهر فيما بعد.
ما في حاجة ساكت، ولا في شئ في الدنيا دي بتمشي بالفوضى، أي حاجة ماشّـة بي نظام، إنتوا فاكرنّها فوضى ـ هي فوضى، هي ما كدا
قرار عدم التجديد لفلوران غلط، ومفروض الهلالاب يكونوا جاهزين للتعامل مع آثار هذا القَـــرار.
لمن تشيل ليك مدرب حقّق معك إنجازات وأرقاماً جديدة في تاريخ الهلال وفي تاريخ الكرة ـ مدرب كان يُحقِّق لك استقراراً كبيراً، وكان مُلتزماً ومُنضبطاً وصاحب أخلاق عالية، طبيعي لمن تشيلهُ تحدث هزة ويمكن تحدث كارثة، لا أتحدّث عن الوضع الحالي، أتحدّث عن الموسم الجديد وأرجو منذ الآن الترتيب له بصورة جيدة حتى نتجنّب ما يمكن أن يحدث فيه من إخفاقات.
أنا على قناعة تامة أنه من الصعب أن تجد مدرباً يستمر معك ويوفر لك الاستقرار الذي كان يُحقِّقه فلوران.
في ظروف طبيعية، بل ومثالية هرب فيها من الهلال عددٌ كبيرٌ من المدربين، ليس لأنّ الأجواء في الهلال غير جيدة، ولكن هربوا بسبب أنّ الضغوط الإعلامية والجماهيرية كانت ثقيلة عليهم، إلى جانب بعض الأخطاء الإدارية التي تسبّبت في هروبهم من الهلال مثل طارق العشري وحمادة صدقي.
وقبلهم كان قد هرب من الهلال الكرواتي برانكو والألماني ميكلوس والمصري مصطفى يونس والتونسي نبيل الكوكي ونصر الدين النابي ـ ومن لم يهرب من هؤلاء خرج في ظروف غامضة!!
ولا ننسى البرتغالي ريكاردو الذي عمل في الفترة الأولى لهذا المجلس، إذ رفض المدرب البرتغالي الاستمرار مع الهلال بسبب الثورة، فانظروا إلى فلوران الذي استمرّ في ظروف الحرب.
فلوران في هذه الظروف لم نسمع يوماً عن تغيُّبه أو تضجره، استطاع أن يخلق جوّ الأسرة الواحدة في فريق فيه أكثر من 10 جنسيات مختلفة ما بين اللاعبين والجهاز الفني.
الغربال قائد الهلال وهو الذي تدرب على أكثر من 20 مدرباً أجنبياً تحدث عنه بصورة جميلة ووصفه بكلمات رائعة، وفوفانا عندما غادر للانضمام لمنتخب بلاده ودّعه بالدموع، هذه المشاعر لم نكن نعرفها في الهلال، فقد كان المدرب تتم الإطاحة به قبل أن يعمل ليه شريحة تلفون!!
الهلال هدم أهم ركن فيه وهو ركن الاستقرار والأسرة، تاني الاستقرار دا ح تفتشوه فتّيش، كنت أتمنى أن يتم التمديد لفلوران على الأقل لموسم واحد ليكون أكثر مدرب في تاريخ الهلال استمرّ معه ـ هذا أمرٌ يُحسب لفلوران وكان قبل ذلك سوف يُحسب لمجلس الإدارة، لكن المجلس أهدر فرصة تاريخية كنا نحتاجها في سبيل الاستقرار والعُشرة الطويلة، كنا نحلم أن نثبت قيمة التعاقد مع مدرب لمدة 4 مواسم، دي قيمة أهم وأكبر من كل النتائج ـ لكن نقول شنو؟ راحت عليهم.
لقد قَـرّر مجلس الهلال عدم التجديد لفلوران رغم أنّ المجلس حتى الآن لم يجد الجرأة الكافية للإعلان عن ذلك، وقد بدأ تأثير ذلك القرار في مجلس الإدارة نفسه بسبب الخلافات التي حَدَثت نتيجة عدم التجديد لفلوران والخلافات التي حَدَثت بسبب التعاقد مع مدرب جديد. وما عارفين ماذا تحمل لنا الأيام القادمة، (أسأل الله أن تكون برداً وسلاماً على الهلال) وأن نعبر هذه المرحلة بنجاح تام.
من الصَّعـب أن يجد الهلال مدرباً يُحظى بالدعم والاتفاق بعد فلوران، لذلك نحن نوصي ونشدد على ضرورة التعاقد مع اسم كبير، أهم ما يجب أن تتوفر في صفاته هو أن يكون مستقراً وغير متقلب أو متوتر وقادر على العمل تحت الضغوط الإعلامية والجماهيرية، وأضيفوا إليها ظروف الحرب.