تقارير

(أصوات السلام). . شباب من أجل بناء السلام ومواجهة عنف الحرب في السودان

منتدى الإعلام السوداني

كمبالا – 16 يونيو 2025 (سودانايل) 

“وقف الحرب بات مطلباً وطنياً. . نخطط من خلال هذه الحملة إلى بناء عملية سلام شاملة، يكون الشباب في قلبها، مستفيدين من قوة وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام. . “. 

بهذه العبارات دشن ساعد محمد المدير التنفيذي لـ(المركز الإفريقي للعدالة ودراسات السلام)، حملة (أصوات السلام) التي أطلقت، السبت 14 يونيو، من العاصمة الأوغندية كمبالا. الحملة تهدف إلى إشراك الشباب السوداني في جهود إنهاء الحرب وبناء سلام مستدام في السودان، من خلال تعزيز الوعي المجتمعي ونبذ العنف والخطاب التحريضي. 

وتسعى حملة (صوت السلام)، وفقاً للقائمين عليها، إلى فتح حوار مجتمعي واسع يستخدم أدوات الإعلام الرقمي والفنون الشعبية– بما في ذلك دور الحكامات – في نشر خطاب السلام والتعايش، بجانب رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في مختلف أنحاء السودان. 

الإعلام الرقمي. . تجربة الثورة وإعادة تشكيل الوعي المجتمعي 

للقوى المدنية والسياسية تجربة ثرة في استخدام الإعلام الرقمي و وسائل التواصل الاجتماعي التي لعبت دواً محورياً ومحركاً رئيسياً في الثورة السودانية (ديسمبر – أبريل) منذ بداياتها وحتى مراحلها المتقدمة. ففي ظل القمع الإعلامي وإغلاق القنوات الرسمية أمام الأصوات الثورية، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر، واتساب) هي المنصة الأساسية لتنظيم المواكب والاحتجاجات. إذ تمكنت الثورة السودانية التي انطلقت في بيئة مماثلة للبيئة الحالية، من كسر الحصار الإعلامي الرسمي، وتحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى أداة شعبية للتواصل والتنسيق وتوحيد شعارات الثورة ونقل الصورة الحقيقية للعالم. فيما ساهم النشطاء السودانيون في كسب دعم المجتمع الدولي، خاصة (تويتر) من خلال (التريندات) التي أصبحت عالمية، فتحولت وسائل التواصل إلى مساحة تضامن عالمي واسع. ويمكن القول إن وسائل التواصل كانت وسيلة مهمة للشباب لمناقشة معنى الدولة المدنية، العدالة الانتقالية، وحقوق الإنسان، ورسخت ثقافة المقاومة الرقمية وكانت أداة أساسية في العمل النضالي. 

الشباب أمل السلام و(الحكامات) حمائم

المدير التنفيذي لـ(مركز العدالة ودراسات السلام)، ساعد محمد، قال خلال المؤتمر الصحفي المعني بإطلاق الحملة: إن فشل كل محاولات التسوية السياسية في السابق كان بسبب إقصاء فئات مجتمعية مؤثرة. وأوضح قائلاً: ” نخطط من خلال هذه الحملة إلى بناء عملية سلام شاملة، يكون الشباب في قلبها، مستفيدين من قوة وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام”. 

واعتبرت، المؤسسة والمشاركة في الحملة، عسجد بهاء، إن “أصوات السلام” تمثل المرحلة الثانية من مشروع ينفذه المركز، ركز في بدايته على توثيق حالات الاختفاء القسري، وبدأ فعلياً في أبريل الماضي. وأوضحت بهاء أن الحملة تركّز على فئة الشباب وتعمل على تدريبهم ليكونوا مراقبين وموثقين لانتهاكات حقوق الإنسان، خاصة في ظل مغادرة عدد كبير من النشطاء البلاد بسبب التهديدات الأمنية. وأضافت أن الحملة ستستهدف ولايات الشرق (القضارف، كسلا، البحر الأحمر) بالإضافة إلى نهر النيل، النيل الأبيض، الجزيرة، ولن تغفل مناطق كردفان ودارفور حيث توجد فرق للرصد. مؤكدة أن الحملة ستصدر تقارير شهرية حول الانتهاكات، بهدف تعزيز مشاركة الشباب في أي مسار تفاوضي مستقبلي نحو السلام. 

من جانبها، قالت الناشطة في الحملة، هنادي المك أن الشباب هم “وقود الحرب والسلام”، نظراً لسَهولة استقطابهم من قبل الجماعات المسلحة. وقالت: “نحاول عكس هذا الواقع عبر تدريب الشباب على أن يكونوا دعاة سلام، كما نعمل على إعادة توجيه دور الحكامات ليكنّ رموزاً للسلام بدل التحريض”. 

تأتي الحملة في وقت يدخل فيه الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع عامه الثالث، وسط تصاعد للعنف وغياب أي بوادر حقيقية لتسوية سياسية، فيما تتفاقم الأوضاع الإنسانية وتتسع رقعة الانتهاكات بحق المدنيين. 

الفنون والإعلام في تجارب بناء السلام

رواندا : (Musekeweya ) أو (الفجر الجديد) كانت التجربة الرواندية عقب الإبادة الجماعية عام 1994 مستخدمة الفنون الشعبية والمسرح المجتمعي والحلقات الإذاعية. عن قصص الحب والتصالح والتسامح تحدثت، مستخدمة المسرح المتنقل في القرى، برامج إذاعية أسبوعية باللغات المحلية ومشاركة النساء في سرد القصص الشعبية. في جهود ساعدت في خلق فهم مجتمعي لأهمية الانخراط في عمليات التصالح الأهلي. 

سيراليون: ساعدت الفرق الموسيقية الشبابية المتنقلة باستخدام الموسيقى الشعبية في إعادة دمج الأطفال وفي خلق مناخ من التسامح داخل المجتمعات المحلية. حيث أدمجت الموسيقى المحلية في حملات بناء السلام بعد الحرب الأهلية في العام 2002. وتم توظيف الموسيقى المحلية والرقصات الشعبية في حملات لتعزيز عودة الأطفال المجندين إلى مجتمعاتهم ونشر ثقافة السلام. ونظمت ورش لتعليم موسيقى للأطفال المتأثرين بالحرب. 

كولومبيا: حملات إعلامية باستخدام الفنون والموسيقى الشعبية في إنهاء النزاع مع الفارك، وساعدت هذه الحملات في إقناع العشرات من المقاتلين بتسليم السلاح والإنضمام إلى المجتمع. حملات موسيقية عبر أغاني ذات طابع شعبي ورسائل موجهة للمتمردين في الغابات تطالبهم بالعودة والمشاركة في السلام. مستخدمة في ذلك بث الأغاني عبر الطائرات والإذاعات، والحملات الرقمية عبر وسائل التواصل. 

النيجر: تمثلت في تمكين دور (النساء- الحكامات) في بناء السلام من خلال الأغاني الشعبية، واستخدمت (الحكامات) في النيجر بوصفهن ناقلات أساسيات لرسائل بناء السلام في المجتمعات الرعوية من خلال الأغاني التي تحث على وقف العنف والتعايش، بعد تدريبهن على مفاهيم المصالحة، واستخدام الأغاني في الأسواق والأعراس كمساحة للرسائل غير الرسمية. ونجحت التجربة في تغيير مواقف الرجال والشباب تجاه بعض النزاعات المحلية وخفض التوتر. 

ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء فيه هذه المادة من إعداد “سودانايل” في إطار التحذير من التداعيات المستقبلية العميقة التي تنتج من استمرار الحرب المندلعة لأكثر من عامين، وأهمية التوعية بتداعياتها والعمل على إيقافها وإبراز الجهود المبذولة لتحقيق تلك الغايات وإرساء السلام بكافة السبل والوسائل السلمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى