مقالات

تجربة غرف الطوارئ

مدني عباس مدني 

رغم ما أفرزته هذه الحرب من شرور وآثام وكراهية، فإنها كشفت في جانبٍ آخر عن طاقاتٍ مقاومة رفضت الاستسلام. 

 

فقد ظهرت مبادرات مختلفة وأشكال متعددة من العمل الجماعي في مناطق السودان كافة، مما أسهم في أن يكون وقع الكارثة أقل فداحة. 

 

ومن أهم هذه المبادرات كانت تجربة غرف الطوارئ، المستندة إلى إرثٍ سوداني أصيل من التعاضد والنفير، والمرتبطة في الوقت نفسه بأجيال شابة جديدة تمنح الأمل وسط هذا الخراب الكبير.

 

لقد كانت المساهمة في توفير الخدمات الإنسانية، في ظل تضعضع دور الدولة بسبب الحرب، من أبرز أدوار غرف الطوارئ، بعيدًا عن أي استقطاب سياسي. كان دافعهم الأول وهاجسهم الأهم هو حياة الإنسان السوداني: غذاؤه، تعليمه، وصحته. هم بارقة أمل وصورة مشرّفة قد تُسهم في مداواة ما خلّفته صور الحرب المقيتة عن السودان.

 

إن ترشيحهم للعام الثاني على التوالي لجائزة نوبل للسلام يعبر عن تقدير العالم واحتفائه بهذه التجربة الملهمة، التي التقطت خيط الأمل حين تفشّى اليأس. 

 

لقد كان دورهم الإنساني العظيم سببًا في تخفيف معاناة السودان، بلد الكارثة الإنسانية الأكبر، وفي الوقت ذاته حافظ على الأمل بأن يكون غدُ السودان خيرًا من حاضره.

 

فالشكر لهم على ما قدّموا وما يقدّمون لوطنهم المكلوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى